Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

التشنّجات السياسية تحرف الإنتباه عن الفوائد الإقتصادية لقمة بيروت

عجاقة لـ "أخبار اليوم": للإستحصال من العرب على نقاط عدّة مهمّة

وكالة أخبار اليوم | أنطون الفتى

إذا كانت التشنّجات السياسية طغت على كل ما له علاقة بالقمة التنموية الإقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت أواخر الأسبوع الجاري، إلا أن الإستفادة الإقتصادية التي يُمكن للبنان أن يجنيها منها لا يُمكن التغافل عنها، حتى ولو أن القمّة ستُعقَد بغياب حكومة لبنانية أصيلة، وحتى ولو كان الإنقسام الداخلي اللبناني مؤذياً جداً لصورة بيروت تجاه باقي العواصم العربية.

ورغم أن الإقتصاد والسياسة يتلازمان، تبقى الآمال كبيرة بأن يتمكّن لبنان من الإستفادة من فرصة انعقاد القمة، ولا سيّما على ضوء ما حُكي عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون سيقدّم مبادرة تنموية عربية، للمرحلة القادمة.

السياسة تطغى

لفت الخبير الإقتصادي البروفسور جاسم عجاقة الى أن “الشق السياسي يبدو طاغياً بالفعل على القمة التنموية العربية، وهذا الأمر يطرح أسئلة كثيرة حول كيفية وضع خطة عمل؟ وحول ما هي خطة العمل الواجب وضعها؟، كما حول من سيأخذ القرار طالما أن الحكومة اللبنانية هي حكومة تصريف أعمال”.

وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أنه “توجد ثلاث نقاط أساسية يجب أن يستحصل عليها لبنان خلال القمة، هي: أولاً، تثبيت موقع لبنان كمنصة إقليمية لإعادة إعمار سوريا، وكمركز ترانزيت لكل البضائع التي تذهب الى الدول العربية، لأن العدو الإسرائيلي يعمل على سكة حديد من تل أبيب الى العمق العربي. ويتوجّب أن تسعى الديبلوماسية اللّبنانية لكي تُذكَر هذه النقطة في البيان الختامي للقمّة”.

وأشار عجاقة الى أن “النقطة الثانية هي أن لبنان اختير كمنصة لإعادة إعمار سوريا باتّفاق واعتراف دولي. وهذا ما يجعل أنه (لبنان) امتداد لإعادة إعمار سوريا، في فكر المستثمرين الدوليّين. أي ان كلّ شيء يحصل في لبنان من أمور إقتصادية ومشاريع استثمارية وما الى هنالك، تُؤخَذ في الإعتبار كامتداد، لأن كل البنى التحتية التي ستُنجَز فيه ستخدم إعادة إعمار سوريا، خصوصاً أن الموانىء السورية لا يمكنها أن تستوعب وحدها كل البضائع والسلع القادمة من الخارج لإعادة إعمارها (سوريا). ومن هذا المنطلق، تبرز الحاجة الى الموانىء اللبنانية، ميناء طرابلس بالدرجة الأولى، ومرفأ بيروت أيضاً”.

وتابع عجاقة:”في هذا السياق، نذكر أن الأخوة العرب لا يعترفون لغاية الآن بأن لبنان سيكون منصة لإعادة إعمار سوريا. ولذلك، يجب أن نستحصل منهم على اعتراف رسمي بذلك.  وهذا معناه أن أي مشروع مستقبلي سيمرّ حكماً في لبنان”.

وشدّد عجاقة في الإطار نفسه على “محاولة الإستحصال من الدول الخليجية، خلال القمة، على رفع الحظر عن سفر السياح الخليجيين الى لبنان، كما على رفع الحظر عن الإستثمارات الخليجية في لبنان. وهذه نقاط أساسية، لأن لبنان يعاني من جرائها”.

وعن النقطة الثالثة، قال عجاقة:”يتوجّب علينا، بما أننا نتّجه في لبنان الى مبدأ محاربة الفقر، أن نقدّم للعرب مشاريع لمحاربته (الفقر) في البلد، لكي تموّلها الدول العربية، وهذا أمر مهمّ جداً”.

السياسة أيضاً؟

وأضاف:”لكن السؤال اليوم هو كيف سيتمّ التعاطي مع المطالب اللبنانية في ظل غياب حكومة أصيلة؟ كيف سيتمّ تقديم الملفات؟ هل رئاسة الجمهورية هي التي ستتكفّل بهذا الأمر؟ فغياب الحكومة يضعف موقف لبنان، فيما حضور الزعماء العرب للقمة هو إنجاز للبلد بحدّ ذاته، إذ إنه يحتوي على اعتراف ضمني بأن الأمن اللبناني ممسوك. وهذه نقطة مهمّة جداً للإقتصاد اللبناني، وللإستثمارات”.

وختم عجاقة:”الأمور صعبة. ولذلك، سعى رئيس الجمهورية في وقت سابق الى تشكيل الحكومة قبل القمّة. ولكن، رغم الضعف الذي يسبّبه عدم تشكيل حكومة لبنانية قبل القمّة، إلا أن ذلك ليس دليلاً على أننا سنفشل. وإذا استحصلنا على النقاط الثلاث السابقة التي تحدّثنا عنها، فهذا يعني أننا نعود الى أيام المجد اللبناني”.

Print Friendly, PDF & Email
Source أخبار اليوم