لبنان يكافح الإرهاب.. بالليرة

من اليوم وصاعدا لن يستطيع اللبناني أو المقيم على الأراضي اللبنانية قبض التحويلات الماليّة إلّا بالليرة اللبنانيّة، إذ أصدر مصرف لبنان المركزي قرارا ألزم من خلاله المؤسسات التي تقوم بعمليات التحويلات النقدية بالوسائل الإلكترونية أن تسدد قيمة التحويلات النقدية الإلكترونية الواردة إليها من الخارج بالليرة اللبنانية فقط. التعميم وفور صدوره أثار بلبلة لجهة “التحويلات المصرفية” ليعود مصرف لبنان ويؤكّد أنّ هذا التعميم لا يشمل التحويلات التي تتمّ عبر المصارف.

وفي حين وضع البعض هذا القرار في إطار دعم الليرة اللبنانية في ظلّ الكلام عن مخاطر تراجع قيمتها مقابل الدولار، رأى الخبير الإقتصادي الدكتور جاسم عجاقة ” أنّ هذا التعميم ما هو إلّا تكملة لالتزام لبنان بالقوانين الدوليّة المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال، موضحا لـ”إي نيوز” أنّه يتعلّق فقط بالأموال المحوّلة عبر الشركات المتخصصة بالتحويلات مثل “أو أم تي” و”وسترن يونيون” و “موني غرام” ولا ينطبق على التحويلات التي تتم عبر المصارف.

ويضيف عجاقة إنّ هذا القرار يهدف بالدرجة الأولى إلى محاربة الإرهاب ولكنّه يدعم الاقتصاد اللبناني أيضا إذ إن استلام المواطن التحويلات بالليرة اللبنانية يعني أنّه سيصرف هذا المبلغ في الاقتصاد اللبناني، شارحا أنّ “الأمر يصبّ أيضا في صالح مصرف لبنان إذ سيرتفع احتياطه من الدولار ولكن ليس بشكل كبير إذ إن حجم هذه الأموال ليس كبيرا”.

ولفت عجاقة إلى أنّ هذا القرار لن يؤّثر بشكل سلبي على المواطن فهو سيقبض قيمة ما حوّل بأي عملة بالليرة اللبنانية أمّا في ما خصّ الشركات التي تعنى بالموضوع أي شركات المتخصصة بالتحويلات فيعتبر عجاقة أنّ القرار يصبّ في صالحها إذ ستصبح شركات أكثر “شفافية ملتزمة بشكل أكبر بالقوانين الدولية ما يعطيها دفعة دعم”، ولاسيّما أنّ القرار لم يفرض عليها أي ضرائب”.

وحول ارتباط هذا التعميم بالعقوبات الأميركية على “حزب الله” وإيران رأى عجاقة أنّ الأمر غير مستبعد ولكن لا “يوجد معطيات مباشرة في هذا الشأن” موضحا أنّ لبنان وقبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم وقبل العقوبات، ملتزم بمكافحة الإرهاب وسبق وأقرّ 3 قوانين في هذا الصدد مشيرا إلى أمكانيّة أنّ تكون العقوبات على إيران و”حزب الله” سرّعت بالقرار ولكن ليست الدافع وراء إقراره”. وفي هذا الإطار رأى عجاقة أنّ قطاع لبنان المصرفي مشهود له دوليا في موضوع التزامه بالقوانين التي تعنى بمكافحة الإرهاب وربما كانت التحويلات بالدولار ثغرة في هذا السياق استدركها مصرف لبنان بقراره أمس.

رابط إي نيوز