Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

تحذير للبنانيين… أمامكم 34 ساعة لإنجاز معاملاتكم وإلا !

نهلا ناصر الدين

سخر الصحافي يوسف حاج علي من الدوام الجديد لموظفي القطاع العام على صفحته عبر فيسبوك، قائلاً: “قريباً مواطن في إدارة رسمية: عفواً، وين مكتب الأستاذ فلان؟ موظف: شايف الست اللي لابسة روب زهر؟ الأستاذ اللي قاعد وراها دغري ولابس البيجاما البنية والمشاية السودا…”.في جلسةٍ هادئة للحكومة عقِدت في السراي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري يوم أمس، أقرت الحكومة دوام العمل الرسمي الجديد الذي أصبح من الاثنين الى الخميس من السابعة والنصف صباحا حتى الثالثة والربع بعد الظهر، ويوم الجمعة من الثامنة صباحا حتى الحادية عشرة صباحا. وذلك بعد موجة اعتراض اسلامية على دوام عمل يوم الجمعة وضغوط عدة من دار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، ليصبح عدد ساعات العمل الإجمالي 34 ساعة أسبوعياً.

بموجة من الاستهزاء قابل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي الدوام الجديد، الذي يمنح موظفي القطاع العام ما يقارب الثلاثة أيام عطلة في الأسبوع.

تعترض ليال (موظفة في القطاع العام) على الدوام الجديد وتؤكد لـ”ليبانون ديبايت” أنه “من غير المنطق أن يبدأ دوامنا من الساعة السابعة صباحاً، منزلي يبعد مسافة ساعة عن المؤسسة التي أعمل بها، هل يُعقل أن أستيقظ من الساعة الخامسة فجراً كي ألتحق بعملي يوميا”.

لا يشاركها الرأي جهاد الذي يرى في الدوام الجديد هدية كبيرة للموظفين في القطاع العام وهو يفضل أن يستيقظ فجراً يومياً مقابل أن يحصل على 69 ساعة فراغ متواصلة في الاسبوع.

أما موظفو القطاع الخاص حدث ولا حرج عن رأيهم بالدوام الجديد. هم بالإضافة إلى شعورهم بالمظلومية وعدم المساواة بينهم وبين موظفي القطاع العام، لديهم مشكلة أساسية قوامها أنهم منذ أن ألغي دوام يوم السبت الرسمي لم يعد باستطاعتهم تسوية أوراقهم ومعاملاتهم الرسمية في المؤسسات والوزرات المعنية لتعارض الدوام الجديد مع دوامهم.

يقول ريان ممتعضاً “هل يعقل كلما كان لدي معاملة رسمية أن أضطر لأخذ فرصة من عملي”؟. ويذكّر ريان بما يعانيه بعض موظفي القطاع الخاص غير المنتسبين للضمان إذ هم محرومون حتى من إجازاتهم السنوية ما يعني أن تسوية ورقة رسمية سيكلفهم يوم عطلة على حسابهم.

هذا بالنسبة للمواطنين، ولكن ماذا يقول أهل الاختصاص؟ يرى الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة أن الدوام الرسمي الجديد له إيجابية وحيدة وهي أنه يراعي شعور مكون وشريك أساسي في لبنان، ويحترم الطقوس الدينية المتمثلة بيوم الجمعة لأهمية هذا اليوم لدى الطوائف الاسلامية.

أما اقتصادياً، يؤكد عجاقة لـ”ليبانون ديبايت” أنه لن يكون هناك فعالية اقتصادية بالدوام الجديد، مع احتمال أن تكون هذه الفعالية صفر في الدوامات الصباحية لا سيما في التوقيت الشتوي، لأن الموظف يعمل في أوقات لا يستطيع فيها تقديم الخدمات.

ويرى أن هناك سوء توزيع لساعات العمل بهذه الطريقة، وتدبير غير مفهوم في تحديد نهاية الدوام بالساعة الثالثة والربع بما لا ينسجم مع الدوامات في القطاع الخاص وساعات العمل العادية. ولا يتطابق مع دوامات العمل في كل الدول العربية والأجنبية.

وعن إلغاء يوم السبت يقول عجاقة إنه تدبير صحيح لأن الإنتاجية يوم السبت كانت صفر في المئة، والدولة بهذا التعبير توفر 8 آلاف ل.ل عن 250 ألف موظف، وهو أمر جيد مقارنة مع واقع الانتاجية المتدني في هذ اليوم.

وفي ما يخص عدد ساعات العمل التي أصبحت 34، يرى عجاقة أنه من المعيب أن يعمل موظفو القطاع العام 34 ساعة فقط في الأسبوع، “لا شيء يبرر تخفيض ساعات العمل في بلد لديه من الطاقات الشابة الكثير”.

ما المطلوب اليوم؟ يجيب الخبير ذاته “المطلوب تعديل دوام العمل من جديد، ليصبح من الاثنين للخميس من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة من بعد الظهر، مع المحافظة على الدوام الجديد في ما يخص دوام يوم الجمعة، وذلك مراعاةً للفعالية الاقتصادية في القطاع العام، أو تقوم الدولة بتحديد التوصيف الوظيفي وتحديد جدول توزيع الأعمال على موظفي القطاع العام، كي لا يجلس عدد كبير من هؤلاء من دون تقديم خدمات لساعات طويلة.

رابط ليبانون ديبايت

Print Friendly, PDF & Email