Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

الجسر ممثلا سلام في افتتاح المعرض الاكاديمي المعماري: معرض رشيد كرامي لم يأخذ حقه كما لم تأخذ حقها المدينة التي إحتضنته

وطنية – إفتتح رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا برئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر “المعرض الأكاديمي المعماري” الذي أقامه إتحاد المهندسين في لبنان بعنوان “معرض طرابلس 2020 :حلم وواقع ورؤيا” في معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس، والذي ياتي ضمن سلسلة من التحركات التي تهدف الى تفعيل هذاالمرفق الحيوي ضمن خطة يتم التنسيق فيها مع الوزير والنائب سمير الجسر الذي يقوم بجهود حثيثة للعمل على تحديث قانون المعرض والمحافظة على أصالته المعمارية. وأقيم بالمناسبة إحتفال تم خلاله عرض مشاريع لتطوير وتفعيل المعرض أعدها ما يزيد على 300 طالب وطالبة من 11 جامعة في لبنان.

حضر حفل الإفتتاح المهندس باسم خياط ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، فادي الشامي ممثلا وزير العدل اللواء أشرف ريفي، جاسم عجاقة ممثلا وزير الإقتصاد الان حكيم، النائب سمير الجسر، العميد سمير شعراني ممثلا النائب محمد الصفدي، قائمقام بشري ربى شفشق ممثلة محافظ الشمال رمزي نهرا، رئيس إتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، رئيس إتحاد المهندسين في لبنان نقيب مهندسي بيروت خالد شهاب، نقيب المهندسين في طرابلس ماريوس بعيني، رئيسة إتحاد نقابات المهن الحرة نقيب أطباء الأسنان في طرابلس الدكتورة راحيل الدويهي، نقيب الأطباء الدكتور إيلي حبيب، رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي المهندس حسام قبيطر، أمين المال في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، القاضي نبيل صاري وحشد من المهندسين وطلاب الهندسية بفروعها كافة والمهتمين.

بعد النشيد الوطني، قدم الحفل أمين سر نقابة المهندسين في طرابلس مرسي المصري، ثم ألقى رئيس فرع المعماريين في النقابة وسيم ناغي كلمة تحدث فيها عن تاريخ إنشاء المعرض العام 1963 في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب والذي نفذه المعمار العالمي البرازيلي الأصل أوسكار نيماير.

وقال: “هذا المعلم المحاط بأسوار الخرسانة المسلحة التي شكلت بعكس رغبة المعمار المصمم سداً منيعاً وحاجزاً بصرياً يخفي خلفه مليون متر مربع من الأحلام الضائعة والتحف المعمارية المهملة والإمكانات المهمولة مليون متر مربع من العقارات التي إستملكت من أهالي طرابلس المغبونة بفتات المال تحت راية الوعود المزينة بمستقبل إنمائي باهر للمدينة ، عقارات تساوي اليوم المليارات من الدولارات ومعالم معمارية نادرة المثيل بمساحات تفوق التسعين ألف متر مربع من البناء المتميز بالإبداع المعماري والإنشائي بشكل والتي صممت بإعجاز معماري وتقنيات تشييد سابقة لزمانها ومكانها حتى يومنا كلها متروكة للتآكل والنسيان”.

وتابع: “معرض طرابلس 2020 هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل جاءت لتحاكي توصيات المخطط الإستراتيجي المعد بإشراف البنك الدولي تحت عنوان “طرابلس 2020″ حيث توصي إحدى بنوده بضرورة عقد مؤتمر دولي لتدارس مستقبل تطوير وإعادة تشغيل معرض رشيد كرامي الدولي، محطاتنا التالية ستكون في مؤتمر الإتحاد العربي للمعماريين المنعقد في مدينة دربن جنوب أفريقيا تحت عنوان Architecture otherwhere بمشاركة 132 دولة عضو في الإتحاد تمثل ما يزيد عن المليون ونصف المليون مهندس معماري”.

قبيطر

وتحدث قبيطر، فقال: “في هذه المناسبة الهادفة لتفعيل وتطوير مشروع معرض رشيد كرامي الدولي الذي أنشأ أساسا للترويج لغايات تجارية وصناعية وزراعية وثقافية والذي تغيرت أهداف إنشائه من معرض للدول مرة واحدة سنويا الى معارض متخصصة، وفق التطورات الحديثة في عالم المعارض والتسويق، وكي نكون أكثر مرونة في التعاطي مع القطاع الخاص كان لا بد لنا منذ تسلمنا لمهاممنا منذ حوالي سنة وبضعة أشهر من أن نعمل على تعديل قوانين ومراسيم المعرض ، وبالفعل وضعنا مشروع قانون إنشاء هيئة مستقلة لمعرض رشيد كرامي الدولي وتنظيم عمل الهيئة العليا للمعارض في لبنان ، لتقليص الروتين الإداري والمالي ، والعمل بإسلوب أقرب ما يكون لذهنية القطاع الخاص ، بإشراف سلطة وصابة واحدة وهي وزارة الإقتصاد والتجارة”.

اضاف: “في ظل الوضع الإقتصادي الراهن للمعرض، وضعنا دراسة فنية – مالية تتعلق بتأهيل وإستكمال مننشآت المعرض من مباني وسور وأراضي مع تقدير هذه الكلفة، وهذه القاعة التي نتواجد فيها اليوم سيعاد تأهيلها وستوضع قيد التلزيم قريباً ، بعد إنتهاء دراستها الأولية ، كما نعكف على تأهيل قاعة المعارض من حيث التكييف والإضاءة والصوت والخدمات كما سنجهز قاعة أخرى رديفة للمؤتمرات توازي مساحة القاعة الحالية في الطرف الغربي لقاعة المعارض”.

ودعا هيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص الى “إستثمار إمكانات ومنشآت المعرض عن طريق الB.O.T، كما حدث بالنسبة لمشروع الفندق، سواء اكان الامر متعلقا بكامل المعرض أو بشكل جزئي لكل مبنى حسب إستعماله على حدة”.

الغزال

بدوره، قال الغزال: “بدايةً لا بد من شكر زملائنا في النقابة المهندسين على هذه المبادرة القيمة وإنها للفتة مهمة جداً أن نعود وننظر الى تلكم المنشآت التي عفى عليها الزمن وتراجعت ونسيت الى حد كبير ، نعم إن منشأة المعرض خير دليل على هذا الإهمال والتهميش لكل ما يسهم في مسيرة التنمية مدينة طرابلس الفيحاء ، لذلك تأتي هذه اللفتة المباركة لتهزنا جميعاً وتقول إنتبهوا لديكم من المقومات ما يكفي للنجاح”.

وتابع: “إن المعرض كان من اهم محاور العمل الإستراتيجي في إستراتيجية عمل إتحاد بلديات الفيحاء والتي أسميناها الفيحاء 2020 لقناعتنا بأن لهذا المعرض دور كبير. ومن اول ما تميز به أنه حمل توقيع ذلك المعماري العالمي اوسكار نيماير ولعل أهل المدينة لا يدركون اهمية هذا العالم وهذا المعمار، لكنني من خلال موقعي لاحظت من زيارة السفراء والوفود الأوروبية حين سمعوا أن لدينا مشنآة قد قام بتصميمها أوسكار نيماير يطالبون برؤيتها لذا يستحق منا هذا المعرض كل إهتمام لأنه معرض دولي. لا بل أقول أكثر من ذلك إنه تحفة فنية معمارية رابضة على صدر طرابلس وعلى رئة طرابلس لكن طرابلس لم تتنفس بعد من خلال هذه الرئة. هذا أولا، الأمر الآخر أن أتحدث هنا كصاحب إختصاص كمهندس ولفتني كلام الزميل وسيم حين تحدث عن إعادة الإستخدام إن هذه المنشاة ولكونها أصيلة بطبيعتها من خلال هذا الإعمار المتميز يجب أن نحرص على إبقائها على حالها بأصالتها المعمارية”.

أضاف: “فلنتحدث عن إعادة إستخدام المباني بطريقة إستخدام المساحات ولكن وهذا رأي قد يكون هناك من يعارضه، ولكن فلنتجنب الدخول بإعادة التفكير بالمنشآت. علما بأننا في إتحاد بلديات الفيحاء قد لاحظنا بعض المشاريع التنموية المهمة والمهمة جداً من خلال المعرض. والأمر الآخر الذي أود أن ألفت النظر إليه الصلاحيات المعطاة لإدارة المعرض لا يكفي أن نعيد إنشاء المشنآت من جديد والقلب مشلول وغير قادر على أن ستيخدم الأيدي لذلك نحن نطالب بالإضافة الى هذا النشاط أن نسرع بعملية إستصدار المراسيم والقوانين التي تعطي للمعرض صلاحيات أوسع كسلطة مستقلة تستطيع من خلالها أن تتحرك وتنشط هذه المنشأة”.

وتابع: “أيضا من باب المسؤولية ومن موقعي أقول لقد عرضنا ونحن نقولها صراحة وأمام الملاْ نحن كإتحاد بلديات الفيحاء أو كبلدية طرابلس بالتحديد على أتم الإستعداد للتعاون في تشغيل المعرض، في نهاية المطاف نحن مسؤولون ونحن مستفيدون بالدرجة الأولى”.

وختم: “لا أريد أن أطيل لكن أريد أن أقول إنها لفتة ممتازة من نقابة المهندسين آمل بوجود هذا التمثيل الرسمي الحاشد في أن نلقى آذانا صاغية ونرى المعرض من جديد معرض يستحقه ما بني من أجله”.

بعيني

من جهته، قال بعيني: “نقف اليوم على أطلال حلم بدأ قبل أكثر من نصف قرن مع مخطط أبدعه المهندس البرازيلي أوسكار نيماير ليلاقي رؤية الدولة اللبنانية آنذاك لفكرة معرض حديث يواكب عصره. وكما ترون فإن ما شيد من صروح تعددت أشكالها الهندسية وتنوعت طرق إستعمالها المفترضة لكنها جميعا ورغم حالتها الراهنة ما زالت شواهداً على أمل وحلم لا يجب أن ينطفىء ونعول على طاقة الشباب وطموحهم وحماسهم ليحملوا مشعل النمو بأفكارهم ومشاريعهم التي نستعرضها اليوم من خلال رؤية وتصور مستقبل للنهوض بهذا الصرح الكبير والمهم والذي لا يغيب ذكره عن أي مناسبة تتحدث عن إنماء طرابلس وتنشيط إقتصادها”.

وتابع: “نحن لا نتحدث عن قطعة أرض أو مشروع بناء بل عن مليون متر مربع تحمل ما تحمل من إمكانيات واعدة إذا ما أحسنا إستغلالها وإذا ما وجدنا السبل الكفيلة بإستثمارها لصالح المدينة وأهلها. ونحن كمهندسون مدعوون للتاسيس للمستقبل عبر العمران، فالأفكار المبدعة تخلق أجواء وتفتح آفاقا نأمل ان تؤسس لنهضة تبدا من المعرض وتشمل كل مناطق الشمال ولبنان .ونأمل أيضا كنقابة مهندسين في أن تصدر المراسيم التي تتيح لمجلس إدارة المعرض إتخاذ القرارات الملائمة بحرية للنهوض بالمعرض وتفعيل دوره”.

وختم موجها التحية إلى الطلاب المشاركين، داعيا إلى “التواصل الدائم مع نقابة المهندسين لإكتساب الخبرات اللازمة والإطلاع على كل ما يتعلق بالأمور الهندسية وقال ستجدون في دار النقابة ولكل زميل محضنا وحرصا على مصالح مهندسي الشمال”، واعدا بلقاءات عدة في مركز النقابة وفي الصروح الجامعية من أجل تعزيز القدرات وتطلعات المهندسين. شهاب

كما، ألقى شهاب كلمة قال فيها: “لا يمكن لي كنقيب للمهندسين وأنا أتحدث من مدينة طرابلس، المتوأمة مع الهندسة المعمارية بكيانها، إلا أن أغوص في وصفها التاريخي والتراثي العريق ، إذ أنها مدينة تحتضن في باطنها مخازن الثقافة المعمارية ، ونتلمس من ظاهرها الإبداعات الفكرية للمعماريين القدامى ، للتعبير عن الحضارات التي مرت عليها ، والتي لا تزال حتى اليوم المنهل الأول للمعماريين ولطلبة العمارة في لبنان والعالمين العربي والدولي”.

وتابع: “إن طرابلس التي يعود تاريخها الى 3500 عام، والتي أسسها الفينيقيون وتعاقب عليها المماليك، والعثمانيون والبيزنطيون، والعرب، والإفرنج، تضم عددا كبيرا من البنى التاريخية والأثرية، المتكاملة بأحيائها وأسواقها، ودورها، وأزقتها، ومعالمها المئة والستين، بين قلعة، ودور عبادة، ومدرسة، وخان، وحمام، وسوق، وسبيل مياه، وكتابات، ونقوش .. وغيرها من المعالم التاريخية والفنية ، إنها طرابلس مخزن الإبداع الفني الذي يبتكر منه الفرد في إقتباس صورة عن التاريخ والحاضر والمستقبل”.

وقال: “من ضمن خطتنا ورؤيتنا لتطوير قطاع الهندسة في لبنان، رأينا لزاما أن نضع نصب أعيننا في إتحاد المهندسين اللبنانيين ملفات عدة هي تكملة لما أسلف السابقون من زملائنا في العمل عليها ونحن إن شاء الله سنتابع ذلك وصولاً الى تحقيقها ومن أهمها: التعليم الهندسي في لبنان ، الذي خرج عن إطاره العلمي الإبداعي الى المجالات الأكاديمية العادية ، مما يؤسس لحركة تراجع للإبداع اللبناني المنتشر في أصقاع المعمورة كما للدور الواجب على المهندس أن يقوم به في مجتمعه في ضوء ذلك دعونا الى إجتماع عقد في النقابة مع عمداء كليات الهندسة في الجامعات اللبنانية ، بعدما أصبح هناك ضرورة ملحة إدخال إصلاحات جديدة على قطاع الهندسة في لبنان ، ورفعنا الصوت مطالبين الجامعات التي تدرس إختصاص الهندسة ، التوجه نحو إختصاصات جديدة يحتاج إليها السوق والمجتمع المحلي والعالمي وفقاً لرؤية مستقبلية مبنية على دراسات توجيهية علمية مسؤولة وشاملة ، وكلنا للجنة للتنسيق والتعاون مع كافة المراجع المرتبطة بهذا الشأن لتحقيق الأهداف المرجوة”.

أضاف: “سنتابع كل ما له علاقة بإعادة ترتيب القطاع الهندسي في لبنان الذي ضربته العشوائية المتمثلة بالفوضى القائمة في البلد، وإعادة درس وضع مكاتب التدقيق الفني التي نرى أهمية وضرورة عملها. نعم نحن بحاجة إليها لكن ليس على الصيغة الإحتكارية التي هي عليه اليوم. والتي أوجبت تكاليف إضافية على المهندس في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة”.

وختم: “لقد سعينا لمعالجة ملفات أخرى مثل تطبيق التقنيات الجديدة للبناء كالأبنية المستدامة التي من شأنها ترشيد إستهلاك الطاقة والحد من التلوث ومواءمة البيئة وضرورة وضع التشريعات والأسس اللازمة لذلك مع حوافز تشجيعية لتنفيذها”.

الجسر

وفي الختام كلمة الجسر قال فيها: “لقد شرفني دولة الرئيس تمام سلام اليوم مرتين مرة بتمثيله في هذا الحفل المهيب ومرة أخرى بأن أكون في مدينتي وبين أهلي بحضور نخبة من أهل العلم والإختصاص، وهذه من المرات القليلة التي أشارك فيها بحفل أكاديمي نجومه هم طلابنا الأعزاء الذين نتوسل فيهم خيرا، ونرى فيهم بناة المستقبل وبما أن معظم الحاضرين هم إما مهندسون أو معماريون أو بصدد أن يكونوا كذلك وبما أننا في حضرة نقيبي المهندسين في لبنان أحب أن أبدأ كلمتي بقول مأثور لا أعرف صاحبه مفاده أن المهندس شخص يعرف أشياء كثيرة عن أمور قليلة وهو كلما تمرس في عمله راح يعرف أشياء أكثر عن أمور أقل، حتى يصل الى معرفة كل شيء عن لا شيء. أما المعمار فهو شخص يعرف قليلا من الأشياء عن أمور كثيرة وهو كلما تمرس في عمله راح يعرف أشياء أقل عن أمور أكثر حتى يصل الى معرفة لا شيء عن كل شيء. ويضيفون أن المقاول هو رجل يعتقد أنه يعرف كل شيء عن كل الأمور وهو في الحقيقة لا يعرف شيئاً عن أي أمر”.

اضاف: “طبعا ينطوي هذا القول على مبالغة كاريكاتورية وأنا لا أتبناه بالمطلق ولكنني أوردته أمامكم لأنه يعني أن المعرفة والكفاءة عند المهندسين تصطدمان عادة بمعضلة التخصص. من هنا فإن المهندس او المعمار الناجح والفاعل هو الذي يتبنى قضايا مجتمعه ولا تكون همومه محصورة بالعمل التقني أو التخصصي”.

وتابع: “من هذا الباب أردت أن أدخل في موضوع هذا الحفل وهو المساهمة في التفكير بمستقبل معرض رشيد كرامي الدولي الذي هو في الوقت نفسه التفكير في مستقبل طرابلس ولبنان وذلك عبر إشراك الطلاب في قضايا تتعلق طبعا بالمواد التي يدرسونها ولكنها تتعلق أيضا بمجتمعهم وبتنميتهم المستدامة. فالفكرة التي كانت في أساس إنشاء معرض طرابلس هي أن يكون المعرض قطباً لتنمية المدينة ومحيطها . لقد كان لبنان خارجاً من أزمة العام 1958 وكانت طرابلس تطمح لدور فاعل في لبنان وعلى مستوى الوطن العربي ، وكانت للمعارض الدولية في تلك الحقبة كمعرض دمشق ومعرض بغداد وغيرها رمزية وطنية الى جانب كونها أقطاباً للتنمية إلا أن هذه الفكرة لم تتبلور بشكل صحيح لأسباب متعددة لا مجال لتحليلها في هذه العجالة فلبنان تغير ومحيطه تغير وطرابلس تغيرت أيضا”.

وقال: “اليوم يأتي هذا المعرض للمشاريع والأفكار في توقيت ممتاز، فجميع الخطط والرؤى التي وضعت لطرابلس أكدت على دور المعرض المستقبلي كجزء من دور طرابلس أي أن التفكير بمستقبل المعرض لا يمكن أن ينفصل عن التفكير بمستقبل طرابلس . يكفي النظر الى موقع هذا المعرض فهو يمثل مساحة حوالي 70 هكتاراً في قلب المدينة أي تقريباً نفس مساحة المدينة القديمة في طرابلس أو للمقارنة أقل بقليل من مساحة وسط بيروت . قليلة هي المدن في العالم التي لديها في وسطها هذا الإحتياطي العقاري من الأملاك العامة دون أن ننسى طبعاً القيمة المعمارية للموقع التي أضافتها إليه عبقرية نيماير . إن حجم موقع المعرض يجعل التفكير فيه يكون على مستوى المدينة وليس فقط على مستوى ما يمكن فعله في الموقع ذاته”.

وأضاف: “لقد طرحت عدة أفكار في السابق منها منتزه للألعاب والتسلية والقرية السياحية اللبنانية والمعرض التجاري للبضائع الصينية ولا أخفي عليكم أن الأوضاع السائدة في كل من سوريا والعراق تجعل التفكير بدور للمعرض يتكامل مع دور مرفأ طرابلس والمنطقة الإقتصادية الخاصة يشوبه الكثير من الغموض في محيط يتغير بسرعة دراماتيكية. ولا شك أن هذا المعرض، في المعرض، وعن المعرض سيقدم مساهمة قيمة في بلورة رؤية جديدة حول وظيفة أو وظائف جديدة لمعرض رشيد كرامي الدولي الذي لم يأخذ حقه كما لم تأخذ حقها المدينة التي إحتضنته”.

وختم الجسر: “بإسم دولة الرئيس تمام سلام أشكر القيمين على هذا الحفل وهذه المبادرة الشجاعة، كما أحيي جهود الطلاب وأساتذتهم وجامعاتهم التي شاركت في تقديم الأفكار والمشاريع على أمل أن تتابع هذه المبادرة حتى تصل الى هدفها المنشود وتجسيد الرؤية حول معرض دولي فعلا في مدينة تستحقه ويستحقها”.

وتضمن الإحتفال عرض لفيلم وثائقي عن معرض رشيد كرامي الدولي من إعداد طلاب العمارة في الجامعة اللبنانية، وإختتم بتوزيع الدروع التقديرية على الطلاب المشاركين في المعرض، بعد ذلك جال الجميع على مشاريع الطلاب الفائزين وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

رابط الوكالة الوطنية

Print Friendly, PDF & Email