Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

المؤتمر العربي – الصيني عكس الاهتمام بلبنان عجاقة: يفيد بخبراته المصرفية ويؤدّي دور الـ”Hub” لمنتجاتها

كانت لافتة المشاركة الصينية في مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين الذي عقد الاسبوع المنصرم في بيروت. وإذا كان البعض رأى في هذه المشاركة اهتماما بلبنان وبدوره في المنطقة العربية، في إشارة الى حرص الصين على إقامة أفضل العلاقات الاقتصادية مع البلدان العربية، وسعيها نحو “بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير”. إلا أن ثمة من استغرب هذا الاهتمام ببلد صغير كلبنان مقارنة بالصين التي يقارب عدد سكانها الـ 1,5 مليار نسمة، مستندين الى الاحصاءات التي بينت أن لبنان استورد من الصين عام 2014 نحو 2.5 ملياري دولار، في حين لم تتجاوز صادراتنا اليها الـ 12.5 مليون دولار. ولكن الجواب جاء على لسان رئيس الوفد الصيني الذي لفت الى أهمية العناصر البشرية فيه وقدرتهم على التعلّم، وكذلك قدرة الاقتصاد اللبناني على مقاومة الازمات.

 

 

لا شك في أن المبادرة الصينية “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21″، هي مبادرة تصبّ في مصلحة الصين الاقتصادية بالدرجة الاولى، خصوصاً ان التوقعات لهذا الاقتصاد بأن يكون الاقتصاد الأول عالمياً في خمسينات هذا القرن. من هذا المُنطلق تسعى الصين بكل ما أوتيت من قوّة إلى إقناع البلدان التي توجد داخل هذا الحزام بالإنضمام إلى المبادرة، مع اهمية الاشارة الى التحوّل الكبير في النظام الاقتصادي الصيني من إقتصاد شيوعي إلى إقتصاد حرّ. فأين مصلحة لبنان بالاشتراك في هذا الحزام؟ يرى مستشار وزير الإقتصاد، البروفسور جاسم عجاقة ان الإفادة الفعلية للبنان، تكمن برأيه قبل كل شيء في جعل لبنان نقطة أساسية وصلة وصل ومركز للتوزيع في أي استثمارات قد تُقام في مشاريع البنى التحتية والنقل والتكنولوجيا خصوصاً وأنه يتمتع بموقع استراتيجي يسمح له بأن يؤدي دور الـ HUB (مركز) للمنطقة كما لشرق شمال أفريقيا وجنوب غرب أوروبا. ومع كثرة المبادرات الاقتصادية لفتح أسواق جديدة أمام البضائع اللبنانية، وخصوصا المنتجات الصناعية والزراعية، يرى عجاقة أن شقّ الخدمات هو الذي من المُمكن الإفادة منه مع الصين وذلك لسببين: متانة الخبرة اللبنانية في مجال الخدمات وخصوصاً المصرفية، وحجم السوق الصينية. ويبدو واضحا الاهتمام الصيني بلبنان بدليل عدد الشخصيات الصينية التي شاركت في المؤتمر والتي ناهزت الـ 300 شخصية، ولكن مع امكانات الصين الهائلة على مختلف الصعد، ثمة من يسأل، كيف يمكن أن يكون للبنان دور رغم إمكاناته المتواضعة، في مساعدة الصين. يؤكد عجاقة أنه من خلال التعاون بين البلدين، يمكنه أن يُقدم لها مساعدة في مجال الخدمات خصوصا القطاع المصرفي الذي يملك فيه لبنان خبرة هائلة، وقطاع التسويق عبر جعل لبنان Hub للمنتجات الصينية في ظل إنفتاح لبنان على المنطقة والأمان الذي يعيش فيه رغم الاتون الذي يعصف بالمنطقة. من هنا، يؤكد عجاقة ضرورة ايجاد وحدات بحث مشتركة بين البلدين في مجالات عدة في مقدمها التكنولوجيا والصناعة الرقمية والنانوتكنولوجيا وغيرها من القطاعات التي تعود بالفائدة على البلدين، اضافة الى تعزيز الاستثمارات الصينية في لبنان.

Print Friendly, PDF & Email