Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

الإقتصاد اللبناني يخسر عامل الثقة باستقالة الحريري … وهكذا سيكون الوضع عليه إقتصادياً في ظل الإجراءات المتصاعدة؟

لا تزال تداعيات استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة مجلس الوزراء، تطغى على الجو الداخلي على جميع المستويات الإقتصادية والسياسية . في حين برزت في الأيام الأخيرة دعوات إلى عودته إلى الوطن “كضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية” بحسب ما عبرت عنه كتلة “المستقبل” و المكتب السياسي لـ “تيار المستقبل” في بيان بعد إجتماعهم أمس، في ظل حرص ومحبة مقطوعة النظير من قبل وسائل إعلامية وأحزاب وشخصيات تدور في فلك محور “إيران وحزب الله” على هذه العودة.  في وقت، يستمر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمشاوراته في قصر بعبدا لإيجاد حل للمأزق الذي دخل فيه البلد نتيجة سياسات خاطئة لحزب أراد أن يتخذ من لبنان منصة لتعكير صفو أمن وإستقرار الدول العربية الشقيقة التي لم تتتأخر يوماً في مد يد المساعدة للبنان واللبنانيين والوقوف معهم في أحلك الظروف والأوقات. وهو لهذه الغاية التقى اليوم سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان وعرض موقف لبنان من التطورات. وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دعت رعاياها أمس إلى عدم السفر إلى لبنان في ظل هذه الظروف. ونصحت الخارجية السعودية في بيان “المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية”. وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية مجددا في بيان على ضرورة التزام مواطنيها الكامل بعدم السفر إلى لبنان من الإمارات أو من أية وجهة أخرى. وكان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان غرد على حسابه على “تويتر” أمس بعد هذا الإجراء قائلاً:” كل الإجراءات المتخذة تباعاً وفي تصاعد مستمر ومتشدد حتى تعود الأمور لنصابها الطبيعي”. فما تداعيات هذه الإستقالة على الوضع الإقتصادي خصوصاً بعد منع الرعايا من المجيء إلى لبنان والإجراءات التي تتخذ تصاعدياً بحسب ما بشر الوزير السبهان ما لم تعود الأمور في البلد إلى نصابها بعودة “حزب الله” إلى كنف الدولة بدلاً من الإرتهان لإيران؟. زلزال اقتصادي وسياسيمن جهته، وصف الخبير في الشأن الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة، في حديث لموقع “14 آذار” خطوة إستقالة الرئيس سعد الحريري بـ “الزلزال على كافة المستويات”، محذراً من “تداعياتها السلبية الكارثية على الصعيدين الإقتصادي والسياسي في حال إستمرار الإجراءات المتخذة بحق لبنان في التطور”. حكومة تكنوقراط خالية من “حزب الله”وشدد على أن “الحل لسحب فتيل الأزمة هو بحكومة تكنوقراط تسيير شؤون البلد في المرحلة المقبلة وتعمل على الإنتخابات النيابية المقبلة”، مشيراً إلى أن “في حال تم إيقاف الصادرات اللبنانية إلى دول الخليج فالوضع سيكون كارثي لأن مجموعة الصادرات تشكل 659 مليون دولار وعلى وزير الإقتصاد البحث عن أسواق جديدة بديلة للتصريف في حال تم تنفيذ هذه الخطوة”. خسارة التحويلات وأضرار على شركة الطيرانولفت عجاقة إلى أن “في حال تم طرد اللبنانيين العاملين هناك وهذا أمر مستبعد سوى لبعض الحالات القريبة من حزب الله أو التي تدور في فلكها أو لديها انتماء إليه، فإن حجم التحويلات من المملكة هو 1,5 مليار دولار ومن مجموع الدول العربية 1,9 كحد أقصى أي ما نسبته 25 بالمئة من إجمالي التحويلات من الخارج وبالتالي سوف نخسر هذا المبلغ في حال تنفيذ هذا الأمر”، مشيراً إلى أن “سيكون هناك أضرار أيضاً على شركة طيران الشرق الأوسط في حال منعها من استقبال طائراتها في مطارات الدول العربية الشقيقة وبالتالي سيكون هناك خسائر كبيرة لا يمكن تعويضها إلا عبر بعض الإجراءات الذكية مع بعض الدول”. خسارة السياح والضمانة للإستدانة من الخارجوشدد عجاقة على أن “الوضع النقدي سليم ولا خطر عليه نتيجة السياسيات الذكية المتخذة من مصرف لبنان ولكن سنفقد ضمانة المملكة العربية السعودية لدى البنك الدولي في استدانة لبنان من الخارج”، مشيراً إلى أن “سنفقد المبالغ الطائلة التي يصرفها السياح العرب في لبنان أثناء وجودهم بعد قرار الدول العربية الشقيقة بمنع رعاياها من المجيء إلى لبنان”. نفق مظلم وإسم الحريري مصدر ثقة للمستثمرينمن جهته، شدد الخبير في الشأن الإقتصادي الإعلامي الزميل باسل الخطيب في حديث لموقعنا على أن “البلد دخل في نفق مظلم والصورة سوداوية وليس هناك من غيمة في السماء لنشلنا مما نحن عالقون به”، مؤكداً أن “إسم الرئيس سعد الحريري هو مصدر ثقة لوحده وهو مصدر ثقة يعادل العديد من مصادر الثقة ويفوق هذه العناصر، فلا شك أن استقالته ستؤثر سلباً على الإقتصاد اللبناني لأنه مصدر ثقة كبير ورجل له علاقات دولية واقتصادية وحقق انجازات في لبنان منذ دخوله في الحقل السياسي وأكمل ما بداه والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري على صعيد الإقتصاد اللبناني”. تأثير سلبي على الإقتصادولفت الخطيب إلى أن “الرئيس رفيق الحريري أسهم في إعادة إعمار لبنان وتطوير اقتصاده والرئيس الحريري يكمل اليوم في مسيرة التنمية وجذب الإستثمارات وتركيز لبنان وغسمه على الخريطة العالمية الإقتصادية”، مشيراً إلى أن “ما جرى يقلق المستثمرين ومن يستثمر في لبنان اليوم سيعد إلى أكثر من العشرة لأن رأس المال جبان وكل من يريد أن يستثمر يبحث عن الأمن والأمان والثقة بالوجهة المراد الإستثمار فيها، لذلك فإن هذه الإستقالة سوف تؤثر سلباً على الإقتصاد والنمو سوف يتراجع إلى ما دون الصفر خصوصاً في حال عدم عودة الرئيس الحريري إلى البلد والحكم”. خسارة المال الآتي من السياح العربوفي شأن دعوة الراعايا الخليجيين من قبل دولهم إلى مغادرة لبنان، أوضح أن “الرعايا الخليجيين والسواح العرب لم يعد يأتوا إلى لبنان كما في السابق منذ عام 2011 وذلك بسبب الأحداث الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد، وغيابهم حكماً سيؤثر على الإقتصاد اللبناني”، مشيراً إلى أن “لبنان سيستمر بمعاناة عدم قدوم عملة أجنبية إليه تحرك الإقتصاد والسياحة وقطاع الخدمات الذي يعتمد عليه الإقتصاد بشكل كبير إلى جانب تحويلات العاملين في الخليج”. خسارة التحويلاتوفي شأن تأثر التحويلات المالية، شدد على أن “التحويلات هي عنصر هام في الإقتصاد العالمي وهي عنصر مهم كثيراً في الإقتصاد اللبناني مع السياحة والخدمات لذلك نعرف أن التحويلات العاملين في الخارج إلى ذويهم في لبنان تتخطى المساعدات الدولية وضعف النمو وتشكل تحدي في حال تراجعت لعشرات الآلاف من العائلات اللبنانية التي تعتمد بشكل كبير على هذه التحويلات، فهذا سيؤثر بشكل سلبي على الأموال الآتية من الخليج وهي من اكثر الدول التي يحول فيها اللبنانيون المغتربون أموال إلى لبنان”، مشيراً غلى أن “البنك الدولي في آخر تقديراته قبل شهر قدر تحويلات اللبنانيين إلى لبنان بـ 7,9 مليار دولار في عام 2017 والتي تحسنت بشكل كبير عن عام 2016 والتي كانت تبلغ 7,3 مليار دولار، وفي حال استمرينا بهذا الفراغ الكبير والذي هو أيضاً أكثر من فراغ فسوف تتراجع التحويلات إلى لبنان وسنعود إلى ما دون مستويات عام 2016 ويمكن أكثر لأن لبنان اليوم يعتمد بشكل كبير على هذه التحويلات”. أيام سيئة اقتصادياً ما لم يعود الحريري إلى الحكموحذر من “أيام سيئة مقبلة على لبنان في حال لم يعود الرئيس سعد الحريري إلى الحكومة ويعيد الثقة إلى لبنان لأن الثقة اليوم بدأت تهتز وكل من يريد الإستثمار إلى لبنان ينظر إلى الحكام الموجودين فيه والذين يجلبون الثقة والامن والأمان كما الرئيس سعد الحريري “.  رابط 14 أذار  

Print Friendly, PDF & Email