Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

تأخّر التأليف يهدد لبنان اقتصاديا..

كارلا سماحه

يشكّل تأليف الحكومة المقبلة الشغل الشاغل للاوساط السياسية بعد مرور شهر ونيف على تكليف الرئيس سعد الحريري في ظل الاجواء غير المريحة وغير المطمئنة لناحية التشكيل الذي لا يزال يدور حول نفسه من دون ان يعرف له مخرجا، لكن الرأي العام همّه في مكان اخر، همّه حياته اليومية ومعيشته في خضم الازمة الاقتصادية المستفحلة يوما بعد يوم، معطوفة على الوضع السياسي المحلي الشائك، الى ما تحفل به الخزينة اللبنانية من عجز متراكم ومتنام، وعلى وقع ارتفاع اسعار المحروقات وتوقف قروض الاسكان و”خبريات” عن مؤسسة او فندق اقفل هنا او شركة تصرف اعدادا كبيرة من موظفيها هناك.صحيح ان لبنان شهد في الآونة الأخيرة الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تزامنت مع عملية تشكيل الحكومة لكن ليس بالضرورة أن تكون الأخيرة هي السبب إنما هي محفز لاستمرار الازمة وعدم البت بها في الوقت الصحيح، وفق الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة الذي يؤكد في حديثه للكلمة اونلاين انه كلما تأخر تأليف الحكومة كل ما تضرر الوضع الاقتصادي في البلاد، وكل ما خسر النمو نسبة 0.25 في المئة، فبدل أن يكون النمو بنسبة 2 في المئة، سيصبح 1.75 في المئة، ما يعني ان الخسارة كبيرة جداً.

عجاقة الذي يشير الى انه وخلال السنوات العشرين الماضية شهدنا انعكاساً للحياة السياسية بكل تخبطاطها، يلفت الى ان غلاء البنزين جاء بسبب رفع انتاجيته مطمئنا في الوقت عينه الى ان السعر سيعود الى حاله في الفترة المقبلة، اما النسبة لغلاء المواد الاولية وغيرها فيعتبر ان التجار يستغلون وقت التشكيل على غرار ما حصل اثناء الانتخابات النيابية كون لا يوجد محاسبة ولا حكومة في خلال هذه الفترة.

اما عن توقف قروض الاسكان، فيرى عجاقة في حديثه لموقعنا انه تم استغلال هذا الملف سياسياً لتبرير أفعال الساسة، إذ تم ربط المادة رقم 49 من قانون الموازنة بالقانون رقم 10 في سوريا، ولكن الموضوع لا يحمل كل تلك الأبعاد إنما هو اقتصادي بحت، فالمصارف اللبنانية استهلكت موازنة الاسكان لعامي 2017 و2018 في الشهرين الاخيرين من العام 2017، وتبين أن النقود المتخذة من المصرف هي 2.3 مليار دولار، فتفاجأ حاكم مصرف لبنان بالمبالغ الضخمة ما دفعه الى تغيير الالية إلا أن المصارف لم توافق عليها رافضة تقديم القروض مع العلم ان مصرف لبنان لا يزال يدعم القروض حتى الساعة.

من هنا يضيف عجاقة لا يمكن القول سوى أن كل ما يخصّ بعمليات الاسكان وراءه تقصير الحكومة في مهمتها ومسؤوليتها، وليس المهم وضع خطط تعرض على شاشات التلفزة من دون ان ينفذ منها شيء، إنما المطلوب العمل بهذه الخطط على أرض الواقع.

ويشدد عجاقة على ان المسؤولية تقع على عاتق القوى السياسية التي عليها ان تقدّم تضحيات لتسهيل تأليف الحكومة مع العلم وبحسب اعتقادي الشخصي ان البصمات الاقليمية والدولية موجودة في عملية التشكيل كما ان هناك صفقة تحصل بشكل أو بآخر، وتشكيل الحكومة جزء منها.

رابط الكلمة أونلاين

Print Friendly, PDF & Email