Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

خاص – انهيار الاقتصاد.. زوبعة في فنجان؟!

سمر فضّول

تخيّم الأجواء السلبية على البلاد، فلا نكاد ننام على خلاف سياسي حتى نستيقظ على آخر.. وكأن “الهموم السياسية” لا تكفينا حتى شاع أخيرا بأن الوضع الاقتصادي ليس على ما يرام، وبأن أزمة مالية كبيرة تدقّ ابواب الساحة الداخلية المشرعة على تحديات اقليمية كبيرة.ورغم تطمينات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المستمرة الا أن “جيب” المواطن اللبناني الفارغ يسهل عليه تصديق كل ما هو سلبي ويصعّب مهمة “الحاكم”، فمن عبء النزوح الى سيل الاتهامات هنا وهناك.. فهل لبنان أمام “تسونامي اقتصادي مدمر”؟..

في الواقع الاقتصادي ثلاث فئات أولها “البيئة الاقتصادية” وتعني العمليات التجارية التي لا يمكن أن تنهار طالما ان الناس “عم تاكل وتشرب” ولكنها تحتاج الى استثمارات لترفع بالبيئتين “المالية” و”النقدية”، أما عدم الاستثمار فيبقيها مستقرّة يقول الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة “للكلمة اونلاين” الذي يعطي مثالا على ذلك صعوبة انهيارها في “الحرب السورية” حيث تراجعت بحدها الأقصى 2

اما ثاني الفئات يضيف عجاقة فهي “البيئة المالية” وتعني مالية الدولة. هذه البيئة هي عبارة عن “عجز الدولة”، مالية الدولة، الأجور والتي برأي عجاقة تؤثر سلبا على البيئتين “الاقتصادية” و”النقدية”، وفي حالة لبنان “البيئة المالية” معرضة للانهيار بشكل كبير والسبب أن نسبة التوظيف العشوائي مرتفعة جدا، كما نسب الهدر والفساد وهو ما يعرف بسوء النية، ناهيك عن غياب التخطيط لاستخدام الموارد بطريقة فعالة، وهو ما يعرف بسوء الاستخدام.

ثالث البيئات هي “النقدية” وهي العملة وتابعاتها والتي بنظر عجاقة حافظت على حالها، وبقيت سليمة بفضل شخص حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالدرجة الأولى، وبفضل سياسة “الثبات النقدي” التي اتبعها بالدرجة الثانية لافتا الى أن كل المؤشرات تدل على ثبات الليرة بشكل كبير.

ولكن لماذا الحديث عن انهيار الليرة إذا؟ بعبارتان يختصر عجاقة الوضع القائم حاليا “لا خوف على الليرة”، و”لا انهيار مالي في لبنان” ويشير الى أن الحديث عن انهيار الليرة هدفه واحد من اثنين فإمّا من يشيع ذلك لا يدرك شيئا عن الوضع الاقتصادي وبصريح العبارة “مش فهمان كوعو من بوعو”، أو أنه يضمر النوايا السيئة لأن لديه أهداف سياسية أبرزها المزايدات على الحصص الحكومية.

فـ”التشهير بالليرة اللبنانية” إن لم يكن مبنيا على أسس، هو لـ”جرم” كما تنص المواد 319 و 320 من قانون العقوبات التي تجرّم كل من يشهر بالليرة اللبنانية وبسندات الخزينة والأوراق النقدية التي تصدرها الدولة اللبنانية.

لا انهيار مالي قبل 5 سنوات.. ويشبّه عجاقة الوضع الاقتصادي بـ “طابات الزينة” التي تعلّق على شجرة العيد، مطالبا أن نتخيّل أن هذه الطابات الثلاث معلّقة بخيط يتم ربطها ببعضها البعض، وكل طابة تمثّل “بيئة” فإذا نزلت “طابة البيئة المالية” بسبب ما ينخرها من هدر وفساد تلقائيا تنزل الطابطان الأخريتان معها.

وفي حالة لبنان، الأسواق مستعدة لتمويل الدولة اللبنانية على 5 سنوات ولكن ليس أكثر، ما يعني أن لا انهيار مالي قبل 5 سنوات ولكن اذا استمرينا في هذه الحالة، هل ستتمكن الاسواق والمصارف من اكمال تمويل عجز الدولة؟

خشبة الخلاص! ولانقاذ المالية العامة في لبنان، نحن بحاجة الى تشكيل الحكومة بأقصى سرعة ممكنة يقول عجاقة لتتمكن أوّلا من تفعيل مشاريع “cedre 1 ” الاستثمارية بهدف تقوية الاقتصاد، والحد من الهدر والفساد والأهم الحدّ من التوظيف بالدولة.

اذا، لا يمكن تخايل “حلول إقتصادية” من دون حكومة، رغم جهود وزارة المالية وحاكم مصرف لبنان الذين يلعبان دورا أساسيا “في الوقت الضائع” بانتظار ولادة الحكومة المقبلة.

رابط الكلمة أونلاين

Print Friendly, PDF & Email