Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

الشركات الأوربية تعلن رحيلها عن السوق الإيرانية

أحمد شيخون

أعلنت عدة شركات أوربية وعالمية اليوم الأربعاء عن نيتها الخروج من السوق الإيراني عقب قيام الولايات المتحدة الأمريكية بفرض مزيدًا من العقوبات وهو ما لا يُشجع بيئة الاستثمار في طهران.كانت عدوى خروج الشركات الأوروبية والعالمية من السوق الإيرانية؛ قد تزايدت الفترة الأخيرة ، حيث بدأ الكثير منها يحزم حقائبه فور إعلان الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران.

ومن أبرز الشركات الأوروبية التي أعلنت رحيلها عن السوق الإيرانية ( إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات، والنفط الفرنسية “توتال”، سيمنز الألمانية، ساغا إينرجي النرويجية للطاقة الشمسية، أليانز الألمانية للتأمين، “ميرسك” الدنماركية للشحن، الصلب الإيطالية دانييلي، صناعة السيارات الفرنسية “بيجو”، “دايملر” الألمانية لصناعة المركبات).

كان أمس الثلاثاء، قد شهد سريان الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية على إيران، بهدف تكثيف الضغط عليها، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب، انسحابه من الاتفاق النووي، الذي تم إبرامه مع طهران في 2015.

وقال ترامب، الثلاثاء، إن بلاده ستوقف تعاملاتها التجارية مع أي جهة تتعامل مع إيران بعد العقوبات.

وتستهدف الحزمة الأولى من العقوبات، النظام المصرفي الإيراني، بما في ذلك شراء الحكومة الإيرانية للدولار الأمريكي، وتجارة الذهب، ومبيعات السندات الحكومية.

وأضاف ترامب، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “في نوفمبر المقبل، سنفرض الدفعة الثانية من العقوبات على إيران”.

وأعلن الرئيس الأمريكي أن العقوبات التي تم فرضها على إيران هي الأشد قسوة على الإطلاق؛ وسط توقعات أن تكون عقوبات نوفمبر المقبل أشد قسوة لارتباطها بصناعة النفط.

ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، قال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية إن أكثر من 100 شركة عالمية أعلنت بالفعل، مغادرة إيران مع بدء سريان العقوبات.

وقالت شركة النفط الفرنسية “توتال” إنها ستنسحب من صفقة بقيمة مليار دولار كانت قد توصلت إليها مع إيران، بالاشتراك مع شركة النفط الصينية، إذا لم تحصل على إعفاء أمريكي.

وقالت شركة صناعة السيارات الفرنسية “بيجو”، أيضا، إنها ستنسحب ما لم تحصل على إعفاء من الولايات المتحدة، رغم أن مبيعات سياراتها بإيران تبلغ نحو 44 ألف سيارة في العام.

وسحبت شركة “ايني” الإيطالية استثماراتها من إيران، وألغت اتفاقية لدراسة حقول النفط والغاز.

وبينما قررت شركة أليانز للخدمات المالية مغادرة طهران، أوقفت دانييلي للصلب تنفيذ عقود لصالح إيران بقيمة 1.5 مليار يورو (1.740 مليار دولار).

كما أوقفت شركة “ساغا إينرجي” النرويجية للطاقة الشمسية، تنفيذ عقد بقيمة 2.5 مليار يورو (2.9 مليار دولار)، فيما ألغت وزارة الخزانة الأمريكية تراخيص لشركتي بوينغ وإيرباص لبيع طائرات الركاب إلى إيران.

خروج متسارع من جانبه ، اعلن جاسم عجاقة، الخبير الاقتصادي والأستاذ في الجامعة اللبنانية، إن خروج الشركات الأوروبية العاملة في إيران، سيكون في أقرب وقت ممكن.

لكن الإشكالية -وفق عجاقة- أن البعض من الشركات ضخ استثمارات ضخمة ما يجعلها مضطرة لتلك الخطوة، الأمر الذي يكبدها خسائر كبيرة تجاه مشروعاتها الحالية في طهران.

وأضاف عجاقة: “رغم وجود جبهة رفض من دول أوروبية تريد الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، لكنها لن تتمكن من حماية تلك الشركات”.

ورأى أن “الولايات المتحدة تفرض ضغوطا على دول الاتحاد الأوروبي من خلال حلف الناتو وفي النهاية ستذعن تلك الدول للقرار الأمريكي”.

ولفت إلى أن المفاجئ للمسؤولين في إيران، هو استجابة بعض الشركات الأوروبية لكافة القرارات الأمريكية، وسجل بعضها انسحابا فعليا خاصة أنها لن تقف في وجه العقوبات.

وتوقع عجاقة الذي عمل سابقا مستشارا لوزير الاقتصاد والتجارة اللبناني- أن تتواصل انسحابات الشركات الأوروبية والعالمية من إيران، خاصة الاستثمارات في سوق النفط الإيرانية خوفا من استكمال العقوبات في الأشهر المقبلة.

واعتبارا من 4 نوفمبر المقبل، تبدأ عقوبات أمريكية إضافية على التعاملات النفطية مع طهران، بناء على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.

Print Friendly, PDF & Email