Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

افتتاح مؤتمر عن التنمية في الثقافة والتراث والسياحة وكلمات اكدت تأثير البعد الثقافي على الشق الاقتصادي

وطنية – افتتح “مركز لبنان للعمل التطوعي” و”المنظمة العالمية لدبلوماسية التطوع والتعليم” في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان بعد ظهر اليوم، المؤتمر العربي الثالث لتنمية الشباب بعنوان “التنمية في الثقافة والتراث والسياحة” برعاية رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير وحضور سفراء وقناصل وممثلي قوى امنية وهيئات تطوعية. الجنون بعد النشيد الوطني، تحدث رئيس المؤتمر محمد علي الجنون فشدد على ان “مشاركة الشباب في الاعمال التطوعية قادرة على بناء شخصياتهم وتقويتها وتعزيز روح المواطنة لديهم وجعلهم يساهمون في مساعدة الاخرين ويقدمون لمجتمعاتهم طاقاتهم الايجابية”، لافتا الى ان “للشباب دور مهم في تنمية اقتصاد الدول كونهم قوة اقتصادية كبيرة يمكن استثمارها في التنمية الشاملة”.

وأوضح ان “الهدف الاساسي من المؤتمر هو ايجاد فرص عمل للشباب”، لافتا الى ان “القطاع السياحي في لبنان هو الاول في دعم الاقتصاد اللبناني وهذا نراه اليوم في وضع لا يحسد عليه مع ارتباطه بالوضع السياسي والامني ما ادى بدول عربية واجنبية عدة الى منع سفر مواطنيها الى لبنان”، مشددا على ان “دورنا اليوم هو تنمية شبابنا اللبناني والعربي على التثقيف والتوعية والاهتمام بالمعالم الاثرية والسياحية العربية وابراز قيمتها الداعمة للاقتصاد والترويج لها وتوجيه الشباب العربي الى السياحة الداخلية والعربية وتأمين الدعم اللازم لها”.

عجاقة ثم تحدث الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة فشدد على ان “الانسان هو محور كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والبيئية وبالتالي فإن كل سياسة لا تتمحور حول الانسان هي سياسة فاشلة”.

ورأى ان “العلاقة بين التنمية والثقافة والتراث والسياحة هي علاقة وطيدة وفق عدد من الدراسات التي تتبع هرم ماسلو الذي يحدد حاجات الانسان ويصنفها بحسب الاولويات، وهنا تظهر العلاقة بين الاقتصاد والثقافة من جهة والتنمية من جهة اخرى”.

ولخص “حاجات الانسان الاساسية بالعمل والاكل والصحة والتعليم والامان والبيئة والعدالة”، لافتا الى انها “امور بسيطة في الظاهر لكن تأمينها يتطلب سياسات اقتصادية واجتماعية فاعلة تؤمن التوزيع العادل للثروات وهذا الامر لا يمكن ان يتحقق من دون دعم القطاع الخاص بشقيه المواطن والشركات”.

واقترح “اتباع النموذج المبني على اعتماد الانسان محورا للسياسة وهو يقوم على الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية والقضائية والادارية والثقافية”، مشددا على اهمية “البعد الثقافي لان له تأثيرا كبيرا على الشق الاقتصادي”، مشيرا الى ان “القطاع السياحي يؤمن وظائف ل 25 في المئة من اليد العاملة في لبنان ويساهم ب 25 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، من هنا ضرورة دعم هذا القطاع من خلال تأمين الاستثمارات اللازمة لدعم البنى التحتية والنقل والخدمات التي تدور حول هذا القطاع”.

مخايل اما مدير قسم البحوث في “بلوم بنك” مروان مخايل فلفت الى ان “النمو الاقتصادي لم يتخط ال 1 في المئة منذ عام 2011 وانه لن يتخطى هذه النسبة في 2018 بحسب مؤشر مديري المشتريات”، عازيا الامر الى “تباطؤ نمو قطاعي السياحة والعقارات اللذين يعتبران قاطرتي النمو في لبنان”، رابطا “تباطؤ النمو في الانفاق السياحي بتراجع عدد السياح الخليجيين في لبنان في 2018”. ، مضيفا ان “تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان ومزاحمتهم اليد العالمة اللبنانية في هذا القطاع زاد نسبة البطالة الى حدود 18 في المئة، كما زادت نسبة البطالة عند الشباب الى حدود 35 في المئة في بلد هو في امس الحاجة الى خلق فرص عمل جديدة لشبابه الوافدين الى سوق العمل”.

ولفت الى ان “لبنان جذب 1.5 مليون سائح عام 1974 وأن مصر لم تصل الى هذا الرقم الا عام 1982 فيما كان الاردن لا يزال يستقبل 700 الف سائح فقط عام 1994، وقياسا على ذلك كان على لبنان ان يستقطب 13 مليون سائح في 2018 اذا احتسبنا نسبة نمو 5 في المئة سنويا”.

عيتاني بدورها، رأت الناشطة في مركز لبنان للعمل التطوعي ملك عيتاني ان “الشباب يعاني نقصا في التوعية الثقافية والاقتصادية ويسيطر عليه شعور من عدم الرضى وعدم الثقة بالحاضر وبالمستقبل وكذلك خوف من المجهول”.

ولاحظت “وجود مشاكل نفسية وصحية في صفوف الشباب وافكار سلبية حيال بناء اقتصاد سليم وتوق الى الهجرة والبحث عن حياة افضل في الخارج”.

واكدت اهمية “اعتماد تقنيات تعليم تؤمن ترسيخ مبادىء انماء الوطن بدل الميل الى الهجرة، وبث روح الثقة بالمستقبل وتعريفهم على التراث وتثقيفهم لاستثماره بطريقة منتجة ومستدامة”.

رابط الوكالة الوطنية

Print Friendly, PDF & Email