Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

الروبل يهدّد أحلام بوتين؟

أدّى هبوط أسعار النفط إلى كوارث على صعيد إقتصادات الدول المنتجة له وعلى رأسها روسيا التي أخذت عملتها بالتهاوي مُسجِّلة خسارة تُقارب ال5

دخلت الثورة الصناعية إلى الأمبراطورية الروسية بعد وقت طويل على دخولها إلى أوروبا. وهذا التأخير في إعتماد الوسائل الصناعية الحديثة أخّر في تطور الإقتصاد الروسي إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث إستطاعت الأمبراطورية الروسية أن تلحق بالدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وشكّل إقتصادها 8.

من هنا نستنتج أن إنهيار الروبل الروسي يأتي من ثلاثة عوامل: إنهيار أسعار النفط العالمية (العامل الأساسي)، العقوبات الغربية على روسيا والهيكلية الضعيفة للإقتصاد الروسي. وللتذكير فإن العملة تعكس القوة الإقتصادية للبلد المعني مما يعني أن الأسواق تُصنِّف الإقتصاد الروسي في خانة الإقتصاد المُتآكل.

ويبقى السؤال عن مدى تورط الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية في سيناريو خفض أسعار النفط العالمية لردع الماكينة العسكرية الروسية؟ في الواقع إن الأوروبيين ما زالوا يحملون أثار الحرب العالمية الثانية حتى الأن، ويخافون من ظهور ديكتاتوريات بخاصة أن الطرق الروسية لحل المشاكل تعتمد بشكل أساسي على الماكينة العسكرية. كما وأن حلف شمال الأطلسي ومن ورائه الولايات المُتحدة الأميركية لا تُريد أي مواجهة عسكرية مع روسيا لما في ذلك من أخطار كبيرة عبّر عنها الروس بقاذفاتهم الإستراتيجية التي خرقت الأجواء الأوروبية. من هنا تأتي الخطة الأميركية “المُفترضة” لردع الروس عن الولوج عسكرياً في أوروبا عبر البوابة الشرقية. والمُلاحظ أن هذا الأمر أعطى نتائجه إذ أن أي عمل عسكري سيفرض تمويلاً مالياً كبيراً تعجز عن توفيره روسيا اليوم. فهل ترضخ روسيا للغرب وتنسحب من أوكرانيا؟

www.asswak-alarab.com/archives/7355

Print Friendly, PDF & Email