Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

كيف استفاد لبنان من إنخفاض أسعار النفط؟

عام مرّ على بدء انخفاض أسعار النفط العالمية التي انهارت إلى ما دون نصف سعرها الأساسي. بالطبع هناك تداعيات سلبية على الدوَل المُنتجة، لكنّ هذا الأمر يعود بالفائدة على الدوَل المُستوردة من ناحية تخفيض الفاتورة الحرارية. فكيف استفاد لبنان من انخفاض أسعار النفط؟

ما يُقارب خمسة مليارات دولار أميركي هي كلفة الفاتورة الحرارية للبنان في العام 2014، أي ما يوازي الـ 1

الفساد وسوء الإدارة منعا من الإستفادة…

في منتصف العام 2014 وكنتيجة لعوامل جيوسياسية، بدأ سِعر برميل النفط بالانخفاض بشكل كبير، حيث خسرَ ما يقارب الـ 5

2015 ليست واعدة…

وبالنظر إلى العام 2015، نرى أنّ أسعار النفط ما تزال منخفضة نسبياً، حتى إنّه في الآونة الأخيرة، انخفضَت أسعار برميل النفط إلى ما دون الـ 40 دولاراً أميركياً. ما يعني أنّ الفاتورة الحرارية للبنان ستنخفض ما يُقارب الـ 3 مليارات دولار أميركي إذا ما إعتمدنا تصريح حاكم مصرف لبنان، فهل سيتمكّن لبنان من الإستفادة من هذا التوفير في الماكينة الاقتصادية؟ الجواب هو لا، والسبب يعود إلى تدهور المالية العامة في النصف الأوّل من العام 2015. فعلى سبيل المثال، تدهور العجز في الفصل الأول من العام 2015 إلى 1062 مليون دولار أميركي مقارنةً بـ 840 مليون دولار في الفصل الأوّل من العام 2014 (بزيادة 26.4

ما هي الحلول؟

ظاهريّاً وفي ظلّ التعطيل الحاصل في مجلس الوزراء ومجلس النواب، لا يوجد حلول لهذه المُشكلة. فاستمرار ارتفاع العجز في المالية العامّة هو آفةٌ ستنعكس على كلّ القطاعات الأخرى وخصوصاً على الاقتصاد الذي يرى الأموال تذهب إلى سدّ عجز الدولة ودينها دون أن يتمكن من الاستفادة من هذه الأموال. والأصعب في الأمر هو تآكلُ الماكينة الاقتصادية والتي من المُتوقع أن تُصبحَ شِبه مشلولة في السنين المُقبلة بغياب الاستثمارات. لذا ومِن هذا المُنطلق، نَعتقد أنّ حلّ الأزمة السياسية الحاليّة التي تعصف بلبنان، هو الشرط الأوّل لأيّ حلّ يُمكن طرحه. ثمّ تأتي المرحلة الثانية والتي تفرض وجود خطّة طارئة للسيطرة على العجز (لجم الزيادة في العجز) ما يَسمح بالإستفادة من أيّ توفير يُمكن تحقيقه في الفاتورة الحرارية. هذه الأموال يُمكن استخدامها لاحقاً في استثمارات في القطاع الحراري بالدرجة الأولى لكي يتمّ وقف نزف الخزينة جرّاء قطاع الكهرباء. لقد أصبحَ المواطن اللبناني مقتنعاً أنّ عدم حلّ مُشكلة الكهرباء سببُه المُستفدون من قطاع مولّدات الكهرباء، ويُقدّر حجمه بـ مليار ونصف مليار دولار أميركي سَنوياً. ألَا يحقّ لهذا المواطن أن يعرف لماذا لا تنخفض فاتورة المولّدات الكهربائية مع انخفاض أسعار النفط؟ لماذا الـ 5 أمبير يتمّ تسعيرها بـ 135 ألف ليرة لبنانية؟ من الواضح أنّ هذا الملف أصبحَت تفوح منه رائحة تُشبه إلى حَدٍ بعيد رائحة قطاع النفايات.

www.aljoumhouria.com/news/index/253130

Print Friendly, PDF & Email