Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

الإقتصاد الإيراني الغامض

عام مرّ على الاتفاق التاريخي على البرنامج النووي الإيراني، الذي أدّى إلى رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الإسلامية. لكن النظر إلى الواقع يؤدّي إلى الإستنتاج أن هناك رغبة غربية بعدم تقوية إيران إقتصادياً.

يُخبرنا التاريخ أن الإقتصاد الإيراني كان من أكثر الإقتصادات الإقليمية إزدهاراً في العام 900. وفي تلك الحقبة، تميّزت إيران بإنتاج القطن الذي دفع بالمُجتمع الإيراني إلى مستويات عالية من التطور، في ذلك الوقت حيث كان الريف مُزدهراً وبالتالي تحوّلت مناطق ريفية واسعة إلى مدن. ومع إزدياد المدخول، بدأ كثير من الإيرانيين بالاهتمام بالشق الثقافي والاجتماعي. لكن هذا الواقع لم يستمرّ مع موجة الصقيع التي ضربت شمال البلاد خلال القرن الحادي عشر، وبالتالي تراجعت صناعة القطن بشكل كبير حتى اختفت من مناطق عدة. خلال هذه الفترة كانت إيران عرضة للغزو والاحتلال، وفي كل مرّة كان المُحتلّون يسرقون ويُدمرون ما لا يستطيعون سرقته. لم تستطع إيران النهوض إقتصادياً إلّا في القرن التاسع عشر، إذ أخذت الزراعة حيّزاً مهماً في التطور الذي شهدته إيران مع تطور زراعة التمر والفستق والزهور والخضرة والفواكه. إلا أن النهضة الحقيقية كانت بين خمسينات القرن الماضي وصولاً إلى أواخر السبعينات، إذ شهد الإقتصاد الإيراني تحوّلاً لافتاً مع نمو القطاع الصناعي ترافق مع سياسية حماية الصناعة الوطنية. وعلى رأس الصناعات كانت صناعة الحديد، الأسمدة، الإسمنت، النسيج، الزيوت، الأدوية، الصناعة الكيميائية… وغيرها، وإستطاعت إيران تصنيع سياراتها الخاصة. وإستطاعت إيران الإستفادة من الثروة الغازية البالغة 34 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي (المرتبة الثانية عالمياً)، ومن الثروة النفطية المُقدّرة بـ154 مليار برميلن أي ما يوازي

Print Friendly, PDF & Email