Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

زيارة عون تعيد العلاقات القطرية اللبنانية إلى سابق عهدها

يصل الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الدوحة الأربعاء في زيارة رسمية تستمر يومين يعقد خلالها لقاء قمة مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تتناول تعزيز العلاقات والمشاريع الاقتصادية والتنموية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة .      وقبيل مغادرة بيروت، ترأس الرئيس عون اجتماعا للوفد الرسمي المرافق حيث جرى عرض برنامج الزيارتين إلى الرياض والدوحة، ومواضيع البحث بين الوفد اللبناني والجانبين السعودي والقطري . وتم تحديد أولويات النقاط التي سيتم التركيز عليها خلال المحادثات الثنائية بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم في كل من السعودية وقطر.ويتضمن برنامج الزيارة إلى الدوحة لقاءات وزارية بين الوفد اللبناني ونظرائهم القطريين كما يلتقي الرئيس أبناء الجالية اللبنانية في الدوحة. على أن يعود والوفد المرافق يوم الخميس إلى بيروت. وبدأ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. حيث وصل إلى الرياض مساء اليوم يرافقه وفد رسمي يضم وزراء: الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والتربية مروان حمادة، والمالية علي حسن خليل، والدفاع الوطني يعقوب الصراف ، والداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، والإعلام ملحم رياشي، والاقتصاد والتجارة رائد خوري على أن ينضم إلى الوفد في الرياض سفير لبنان لدى المملكة العربية السعودية عبد الستار عيسى. يلتقي الرئيس عون الملك سلمان في اجتماع قمة تتناول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة وذكرت مصادر القصر الجمهوري أن الرئيس عون سيدعو خادم الحرمين لزيارة لبنان، كذلك سيوجّه دعوة مماثلة إلى ولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان الذي سيزوره في مقر إقامته. وأكد مراقبون أهمية الزيارة للسعودية حيث يأمل عون العودة من الرياض بالوديعة التي كانت قد قررتها المملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان والمقدرة بمليار دولار وعودة السياح السعوديين والخليجيين إلى لبنان. إجماع لبنانيإلى ذلك اجمع سياسيون واقتصاديون لبنانيون على أهمية دور قطر الداعم للبنان واستقراره وازدهاره وأكدوا في تصريحات لـ الشرق أن زيارة العماد ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى قطر ستعيد العلاقات القطرية اللبنانية إلى سابق عهدها وتفتح آفاقا واسعة لتعزيز مجالات التعاون السياسي والاقتصادي . معربين عن ثقتهم بنتائج محادثات القمة التي ستكون لمصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين . و قال وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري لـ “الشرق” : إن زيارة الرئيس العماد ميشال عون إلى قطر زيارة إيجابية جدا خصوصا أن قطر وقفت دائما إلى جانب لبنان . وسوف تشهد الزيارة محادثات قمة تتناول تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة . والزيارة تأتي في إطار إيجابي جدا حيث كان هناك في السنوات الأخيرة الماضية فتور في العلاقة مع بعض الدول الخليجية . ونحن بصدد مرحلة جديدة ستعيد الأمور إلى نصابها حيث وعد فخامة الرئيس بعد تلقيه التهنئة بانتخابه أن تكون الزيارة الأولى إلى المملكة العربية السعودية وبعدها مباشرة دولة قطر ونحن متفائلون كثيرا بهذه الزيارة وسوف تثمر أفضل النتائج وتفتح آفاق العلاقات على مصراعيها بين دول الخليج ولبنان التي لم تنقطع إنما خفت وتيرتها . واعتقد أن رجال الأعمال القطريين ورجال الأعمال اللبنانيين متعطشون ليكون هناك تطور في العلاقة بين البلدين الشقيقين وان شاء الله خير . وخلال المحادثات الرسمية في قطر سوف نتباحث في كل الأطر الاقتصادية التي نبني عليها من بنى تحتية إلى نفط إلى اتصالات ونبحث كيف يمكن أن نطور العلاقات التجارية بين البلدين. كما ستطرق محادثاتنا إلى تفعيل الاتفاقيات الثنائية والتي أصيبت بالجمود جراء الفراغ الرئاسي في لبنان ولذلك ستتم إزالة المعوقات لإحياء تلك الاتفاقيات وتفعيلها وهناك أفكار جديدة ومعاهدات ندرسها معا للوصول إلى نتيجة أسرع ونتائج سريعة. ونحن نركز على المناخ الأمني والتوافق السياسي الحكومي في لبنان وعلى جدية الحكومة اللبنانية بإنتاج مشاريع تجذب المستثمرين إلى لبنان . ولا شك أن العلاقة مع دولة قطر إضافة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية هي علاقة إنسانية أخوية مميزة. دور قطر لا ينسىوأكد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في لبنان محمد شقير أن “زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون للسعودية وقطر سيكون لها دور كبير، ، وهو أيضا أرادها أن تكون أول زيارة له للخارج، وهذا الأمر سينعكس إيجابا علينا إن شاء الله”، ونبدي ارتياحنا الكبير لزيارة الرئيس عون إلى الخليج ، لما لها من تأثير كبير في إعادة العلاقات بين لبنان و الدول الخليجية إلى طبيعتها. وأضاف شقير إن الزيارة ستساهم في إضفاء “أجواء من الراحة والطمأنينة لدى اللبنانيين العاملين في الخليج، وكذلك عودة الأشقاء الخليجيين للسياحة والاستثمار في لبنان. ونحن نجزم أن تحسن العلاقات مع السعودية والدول الخليجية فيه الكثير من الاستفادة للبنان وشعبه، ومن مصلحة اللبنانيين أن تستعيد هذه العلاقات حرارتها وزخمها كما في الماضي . كما إننا نعلق آمالا كبيرة على محادثات فخامة الرئيس في قطر خصوصا وان لبنان يرتبط بعلاقة وطيدة مع قطر، ولا ينسى دور قطر ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني بكل فئاته ومكوناته. نتائج بحجم التطلعاتوأعرب رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس عن أمله بتحقيق أفضل النتائج من زيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى السعودية وقطر . حيث تردم فترة البرودة في العلاقات التي نجمت عن بعض التباين بسبب التطورات في المنطقة وخصوصا الربيع العربي . وهذا خارج السياق لأن الطبيعي أن يكون هناك انسجام في المواقف مع دول الخليج عموما ودولة قطر خصوصا التي لها أياد بيضاء على لبنان وكل لبناني شريف وصادق لا يمكن أن ينسى هذا الموضوع. ونحن كلنا أمل أن يعود فخامة الرئيس من الدوحة بنتائج طيبة بحجم تطلعات البلدين الشقيقين وان تستعيد العلاقات الثنائية الزخم والحيوية . ونأمل من زيارة فخامة الرئيس أن تفتح الباب الواسع لإطلاق مشاريع مشتركة تعزز علاقات التعاون. دعم قطر للبنانمن جهته رأى الخبير الاقتصادي والإستراتيجي البروفيسور جاسم عجاقة أن زيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى دولة قطر تشكل خطوة أساسية في إعادة العلاقات الأخوية إلى سابق عهدها خصوصًا أن قطر ساهمت وما تزال في الثبات السياسي والاقتصادي للبنان. فسياسيًا قامت قطر بمساندة لبنان خلال عدوان تمّوز 2006 وساهمت في أعمار العديد من المناطق ورعت اتفاق الدوّحة الذي سمح في ذلك الوقت بحلّ مُشكلة الشغور الرئاسي في لبنان. أما اقتصاديا وبُعيد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان قامت قطر بأول خطوة أخوية باتجاه لبنان عبر الوديعة التي قامت بإيداعها في مصرف لبنان بقيمة مليار دولار أميركي والتي ساعدت بشكل كبير في الثبات النقدي. كما لاحظنا في السنوات العشر الماضية استقبال دولة قطر لعدد كبير من العمّال اللبنانيين والذين يُساهمون في تحاويل المغتربين بقيمة 425 مليون دولار سنويًا.

Print Friendly, PDF & Email