Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

المصارف اللبنانية قادرة على تمويل الإقتصاد ولكن…

يُظهر الإقتصاد اللبناني حاجة غير مسبوقة للإستثمارات التي أخذت تؤثّر على النمو الإقتصادي بشكل واضح وتنعكس في الموازنة على شكل عجز مُزمن. اليوم ومع إرتفاع الدين العام إلى مستويات عالية، يُطرح السؤال عن قدرة المصارف اللبنانية على تمويل الإستثمارات بهدف إمتصاص هذا الدين؟  أثبتت المصارف اللبنانية ملاءتها على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّت بها، وكلمة حقّ تُقال أنه لولا هذه الملاءة لكانت الدولة اللبنانية أفلست منذ أكثر من عقد. فهذه المصارف إستطاعت من خلال عدّة عوامل على رأسها جودة الخدمات وإلتزامها المعايير والقوانين الدولية والفوائد العالية، من الإحتفاظ بقدرة جذب كبيرة للودائع التي تستمرّ بالتدفّق ولو بوتيرة أقلّ من الأعوام المُنصرمة. تُشير الأرقام إلى أن حجم ودائع القطاع الخاص في المصارف يفوق الـ 165 مليار دولار أميركي مقابل 30 مليار دولار أميركي أصول خاصة. وتتوزّع هذه الموارد على الشكل التالي: 51.5 مليار دولار أميركي قروض للقطاع الخاص، 38 مليار دولار أميركي ديون سيادية، 85.4 مليار دولار أميركي ودائع في المصرف المركزي، 25.6 مليار دولار أميركي أصول أجنبية… (المصدر: البوابة الإلكترونية لمصرف لبنان). ويظهر من هذا التوزيع أن المصارف تدعم الدولة اللبنانية بشكلٍ كبير من خلال إستحواذها على أكثر من نصف الدين العام، كما أن القروض إلى القطاع الخاص هي بمعظمها قروض إستهلاكية (أكثر من 8

Print Friendly, PDF & Email