من هذا المُنطلقّ يُطرح السؤال عن المرحلة القادمة، خصوصًا كيفية تمويل الدولة اللبنانية وتمويل الإستيراد وإعطاء المودعين حقوقهم؟

المخاوف تطال بالدرجة الأولى الإحتياطي الإلزامي حيث قد يتمّ أخذ قرار من قبل الشخصية الجديدة (بغطاء سياسي) بإستخدام هذا الإحتياطي (أو أسوأ المسّ بالذهب!) لتقطيع المرحلة القادمة وهو ما يعني مخالفة القانون نظرًا إلى أن هذا الإحتياط يقع تحت عقود خاصة. أو قد يكون الإحتمال الثاني أن يقوم صندوق النقد الدولي بوصاية مالية مباشرة على مصرف لبنان من خلال الحارس القضائي، وهو سيناريو مُبرّر ببعض الإجراءات المنوي القيام بها والتي لا يُريد حاكم بالأصالة القيام بها (!!!). كما أن هذا السيناريو يطرح السؤال عن طبيعة المشاورات التي قام بها صندوق النقد الدولي في بيروت خلال زيارته الأخيرة وإذا ما كانت فعليًا مقتصرة على مشاورات البند الرابع؟ فهل نشهد تعيين شخصية مُقرّبة من صندوق النقد الدولي كحارس قضائي على مصرف لبنان؟

على كل الأحوال، لبنان قادم على مرحلة صعبة بغض النظر عن سيناريو إستحقاق تعيين حاكم للمصرف المركزي. ومن المفروض على القوى السياسية أن تعي خطورة ما قد يصل إليه الوضع المعيشي مع مخاوف جدّية على واقع لبنان الإقتصادي، والمالي، والنقدي، والقانوني وتوقعات صندوق النقد الدولي باستنزاف موجودات المركزي من العملة الصعبة بحلول شهر أيلول القادم.