jassemajaka@gmail.com
في عيد الحب… كورونا للعشاق: سكّرنا
كورونا بين هاجس الإصابات وخسائر الاقتصاد اللّبناني المتكررة
موقع أحوال ميديا | طوني طراد
في ظل الركود الاقتصادي المُصاحِب لأزمة تفشّي فيروس كورونا وانتشاره في مختلف المناطق اللّبنانية، وفي ظل قرار الدولة بفتح البلد تدريجيًا على 4 مراحل، أمِلَ أصحاب الملاهي والمرابع اللّيلية في لبنان في أن “تَدرّ” عليهم سهرة “فالنتاين” الكثير من الأموال التي يستطيعون بواسطتها الحَدّ من خسائرهم المتلاحقة جرّاء إقفال البلد غير مرّة… ولكن هل ستكون كثافة نزول المواطنين إلى الشارع في 8 شباط سببًا أكيدًا لزيادة عدد إصابات كورونا بعد أن خَفّت في آخر أسبوع من الإقفال العام؟
نائب رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي صرّح لـ”أحوال” أنه “إذا فُتح البلد في 8 شباط ونزلت الناس بكثافة إلى الشارع وبشكل عشوائي، فأنا أخاف من أن يرتفع عدد الإصابات مجدّدًا، خصوصًا مع وجود السلالة البريطانية المتحورة في لبنان، والتي تتفشى بسرعة بين المواطنين، علمًا أنّه خلال فترة الإقفال القسري استطعنا أن نَنحَدِر في عدد الإصابات اليومية من 5500 إلى 3500 تقريبًا، ما يعني أّننا أجَّلنا تفشّي الوباء بشكل كامل إلى حين وصول اللّقاحات التي من المتوقّع أن تأتيَ إلى لبنان بين 15 و19 شباط، علمًا أنّنا نحتاج إلى 10 ملايين لقاح كي يتطعّم 8
كما انه أوضح أنّ “كورونا هي، كما سمّيتها، أداة تَفقير الشعوب، لأنّ هذا الوباء القاتل أقفل البلد، وبالتالي أوقفَ النشاط الاقتصادي بما فيه قطاع الخدمات. وهذا الوباء هو الذي قتل الاقتصاد اللبناني، لأنّه دفعنا دفعًا لأن نحمي السكان في لبنان…”.
أمّا عضو لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور فادي سعد فقد رَجّح، في حديث مع “أحوال”، “ألّا يفتح البلد، لأننا إذا قمنا بمراقبة دقيقة للوضع الصحي فإنه يتبيّن لنا أنّ عدد الوفيات يزيد يومًا بعد يوم بينما عدد الإصابات يخف أحيانًا ويعلو في أحيان أخرى… ما يعني أنّه من الأفضل أن تنفّذ الدولة نظام “العودة التدريجية” إلى الحياة الطبيعية في لبنان، خصوصًا أنّ المستشفيات لم تعد تحتمِل دخول المرضى إليها لأنّ طاقتها الاستيعابية أصبحت “على الآخر”…
واعتقدَ سعد أنّ “التوجّه الآن لدى المجلس الأعلى للدفاع هو تمديد الاقفال العام في البلد مع بعض الاستثناءات التي لا تؤثر سلبًا في الوضع الاجتماعي”.
أمّا عن مراهنات أصحاب الملاهي على ليلة عيد العشاق في 14 شباط، فقد أوضح النائب عراجي أنه “إذا فُتحت الملاهي والمرابع اللّيلية في هذه السهرة فستتفشى الإصابات مجددًا بين المواطنين، كما حدث في سهرة رأس السنة. لذلك، يجب على الدولة ألا تسمح بالتجمعات والسهرات أبدًا، خصوصًا في عيد العشاق. ومن يفتح من المؤسسات السياحية سرًّا يجب أن يتعرّض لغرامات مالية موجِعة، لأنّ وضعنا الصحي والاجتماعي من جراء هذا الوباء لا يزال وخيمًا”.
تتمحور نسبة الأرباح في عيد العشاق بين 5 الى 10 في المئة
وبدوره، يرى البروفسور عجاقة أنه “في الحياة الخدماتية، وخصوصًا في ما يتعلق بالمؤسسات السياحية، فإنّ أصحابها يحققون أرباحًا في ليلة عيد العشاق، وأقدّر أنّ تتمحور نسبة أرباحهم بين 5 الى 10 في المئة من حجم أعمالهم السنوية، وهذا يعني عمليًا أنهم سيخسرون هذه النسبة المالية… ولكن الإشكالية الحالية لا يمكن أن نقدّرها بشكل صحيح لسبب بسيط جدًا وهو أنّ أكثرية الموجودين في لبنان لم يعد معهم المال، وهناك ارتفاع غير معقول للدولار، وإنّ غالبية ما يأكلونه أو يشربونه أو يقدمونه كهدايا مُستورَد، وبالتالي فإنه سيُحسب على سعر الدولار الأميركي… ولنفرض أنّ هذه المؤسسات السياحية فتحت أبوابها في هذه الليلة، فإنها لن تحقق أرباحًا كالتي كانت تحققها سابقًا، نظرًا إلى أنّه ليس هناك قدرة عند الناس على إنفاق الأموال، التي ليست بحوزتهم أساسًا. من هذا المنطلق أنا أجزم بأنّ المؤسسات السياحية التي ذكرتها سوف تتصرّف بشكل “كيف أقدر أن أصمد في وجه هذه الأزمة” وليس “كيف يمكن أن أربح”… وأنا شخصيًا أعتقد أنّ الدولة ستمنع أصحاب هذه المؤسسات من فتح أبوابها أمام الزبائن. ومع انني لست خبيرًا صحيًا لكنني أعتقد أنّ الأمور هي أبعد من ذلك، خصوصًا أنّ الدكتور فراس أبيض كان قد صرّح أنّ عدد الوفيات زاد من السنة الماضية 291 حالة، وبالتالي ليست الإصابات كلّها من جرّاء الأعياد سهرة رأس السنة.
أمّا النائب الدكتور فادي سعد فأوضح أنه “يجب المُواءَمة بين الإقفال العام وبين الوضع الاقتصادي المتدهور… لكن يجب ألّا ينسى أحد أنّنا في سباق مع هذا الوباء المستشري، وأنّ همومنا تنحصر في أن نُقلّل من نسبة الوفيات كل يوم”.
فهل ستنجح العودة التدريجية إلى الحياة في لبنان في الحفاظ على عدد الإصابات المقبول أم انّ الإصابات ستعود إلى الارتفاع مجدّدًا؟ وهل ستحقق الدولة آمال أصحاب الملاهي اللّيلية هذه المرّة أم أنها ستقف عائقًا أمامها متذرّعة بارتفاع نسبة الوفيات كما الاصابات؟.