Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

ضروري نحكي يضيء شمعة المبادرات لتعزيز الإنتاج الوطني

موقع التيار الوطني الحر

تحت المجهر وضع برنامج ضروري نحكي الحكومة الجديدة، وما إن كانت ترقى بخطة طوارئ تضمّد جراح الاقتصاد النازفة وتتوافق وصعوبة الظرف واستثنائيته، وتمكّن الشعب من تجاوز هذه المحنة بأقل أضرارٍ ممكنة. وناقشت الإعلامية داليا داغر في حلقة هذا الاسبوع طلائع بعض المبادرات والاقتراحات التي بدأت تظهر من خلال أفرادٍ او أحزاب او تيارات أو مجتمع مدني او جمعيات لتجاوز المرحلة، مع المتقدِّم في هذا المجال النائب والوزير السابق نيكولا صحناوي الذي عرض الأفكار التي يقدمها على قاعدة “أضئ شمعةً بدلا من ان تلعن الظلام”. وفي المحور الأول تم تسليط الضوء على اقتراحات تفتح باب أمل في موضوع الزراعة وتطوير الاقتصاد المنتج في لبنان مع رئيس جمعية الطاقة الوطنية ” LNE ” غسان خوري.

مقدمة ضروري نحكي

استهلت داغر حلقتها بالقول: “حين يصل العد إلى المئة ويستمر، فإن السؤال الذي يقفز إلى الأَذهان هو: هل نصل إلى المئتين؟ وهل نصل إلى الألف؟ وما هو عدد الأيام التي سيصل إليها الحراك؟ وكيف ينتهي؟ هناك ثلاثة أهدافٍ: إما ينتصر الحراك على السلطة فيصبح هو السلطة، وإما تقضي السلطة على الحراك فتنجح ويفشل الحراك، وإما تذهب السلطةُ والحراك إلى التفاوض أو إلى انتخابات نيابية ليقول كل الشعب كلمته في صناديق الإقتراع.. المأزق اليوم أن لا واحدًا من هذه الأَهداف الثلاثة تحقق أو في طريقه إلى التحققِ، الحراك قطع الأيام المئة وهو عازم على الإستمرار، السلطة مستمرة: تشكّلت حكومة جديدة لقيَت في الداخل تأييدًا ومعارضة وترقبًا ولقيَت من الخارج تأييدًا وترقبًا”.

وأضافت: “وحده التباعد مازال قائمًا بين الحراك والسلطة، السلطةُ تمد يدها والحراك مستمرٌ في محاولاته لأسقاطها، ومن تداعيات المأزق ان البلد أصبح على شفير الإنهيار الإقتصادي والمعيشي، مؤسساتٌ عريقةٌ وجديدة تقفل أبوابها، صرف فردي وجماعي من العمل، انخفاض القدرة الشرائية لليرة اللبنانية بنسبة خمسين في المئة، فقدان الكثير من السلع، عدم القدرة على تحويل الأموال إلى الطلاب اللبنانيين في الخارج، وتراجعُ إيرادات خزينة الدولة بما يتجاوز الخمسين في المئة”.

وفي الموازنة أشارت داغر: “اليوم خطا مجلس النواب خطوة كبيرة في موضوع المصادقة على الموازنة، البعض يعتبرها نعمة والبعض يعتبرها نقمة، من يعتبرها نعمة يقصد أن لا إمكانيَّة للصرف على القاعدة الإثنتي عشريّة لأن نفقاتها كبيرة، ومن يعتبرها نقمة يقصد أن الحكومةَ الجديدة تبنت ما أنجزته الحكومة القديمة، فإذا كان الأمر كذلك، لماذا استقال الحريري ؟ ولماذا وفر النصاب اليوم والذي يُعتبر تغطية غير مباشرة للرئيس حسان دياب، فهل تفتح خطوة المستقبلِ اليوم الباب واسعًا على تغيير ما في نهجِ الحريري ؟”.

وختمت: “كيف سيصمد اللبناني أمام كل هذه الضربات المتلاحقة ؟ هل من خططٍ فردية او جماعية ؟ وهل من مبادرات تضيء شمعة بدلاً من لعن الظلام”.

رئيس جمعية الطاقة الوطنية غسان خوري

في الفقرة الأولى فتح ضروري نحكي باب الأمل في موضوع الزراعة وتطوير الاقتصاد المنتِج في لبنان مع غسان خوري رئيس جمعية الطاقة الوطنية LNE، الذي لفت الى أن الجمعية “خلال سنتين ونصف نفذت 13 حدثاً كبيراً في مجال تعزيز الانتاج الوطني، وعملنا على قطاعات لها أن تحدِث نقلة نوعية في الاقتصاد اللبناني كالطاقة المتجددة، السياحة الدينية والاستشفائية والصناعة وغيرها”. وأضاف “الطاقة المتجدة وفرت العديد من فرص العمل للشباب اللبناني، وبجهد الجميع نستطيع أن نقطع هذه المرحلة ونتقدم ونتفادى الانهيار”.

“عملنا على محورَين: محور قطاعي، ومحور مناطقي، فهناك العديد من المناطق يمكن أن نستثمر بها ويمكن أن تساهم بتعزيز الانتاج الوطني، ومن هذه المناطق الجنوب الذي بدأنا به في جمعية الطاقة الوطنية”.

وشدد خوري على ضرورة تعزيز الأمن الغذائي الوطني في ظل الوضع الراهن، وكشف عن دراسة توفر على اللبنانيين وتقلص من حاجتهم للعملة الصعبة “الدراسة مؤلفة من نقاط ثلاث تعزز الامن الغذائي، ومنها المنتجات البديلة التي يمكن أن يستهلكها اللبناني نفسها بدلاً عن شرائها من الخارج وبالتالي يفيد بهذه الطريقة المزارع والاقتصاد اللبناني، أما النقطة الثانية تكون عبر تحفيز الزراعة الفردية والاستثمارية التي تخفض فاتورتنا، فهناك الكثير من الأماكن يمكن الاستفادة منها زراعياً كالبلكون أو حديقة المنزل، وثالث النقاط هي المونة اللبنانية التي تخفف أيضاً السلة الاقتصادية”.

الوزير السابق النائب نيكولا الصحناوي

وفي الفقرة الثانية أكد الوزير السابق النائب نيكولا الصحناوي أن “أحد أبرز الأسباب التي أوصلت البلد إلى ما نحن عليه اليوم، أن هذه الطائرة لا يقودها شخص واحد بل أكثر من عشرة أشخاص يتناحرون على القيادة يميناً وشمالاً بينما الطائرة تهبط ، فنحن وقعنا ولم نشعر بعد بحجم الوجع رغم كثرة المخاوف، لكن الأكيد أن اليوم أفضل من أمس لأنه بات لدينا حكومة، بينما هناك من يحاول تركيع لبنان والسؤال هل سنسمح له بذلك أم لا”.

ولتخفيف التعلق بالدولار أكد الصحناوي على ضرورة تخفيف العجز في ميزان المدفوعات “الذي يمكن أن يقوم به كل فرد على مستواه وكل شركة صغيرة على مستوى عملها، ويقول جبران خليل جبران (ويلٌ لأمة تأكل مما لا تنتج) ونحن نستورد 85 في المئة من منتوجاتنا، والمبادرة التي نطلقها اليوم هي من وحي هذا الواقع الإنتاجي غير المنطقي والمكلف بنفس الوقت”.

وأطلق مسابقة “في الانتاج قوة” عبر ضروري نحكي، ودعا الجميع لمشاركة مبادراتهم للمساهمة بتعزيز الانتاج الوطني، وتغيير سلوكنا الاستهلاكي. وأشار إلى أن “الفكرة كان يعمل عليها عدد من الشباب ونظموا حتى اليوم 5 ورشات عمل في هذا الاطار وارتأينا أن هذه الورشة يجب ان تكون وطنية، ومن هنا كانت مسابقة (في الانتاج قوة) وفيها دعوة لكل شخص وكل عائلة وكل سيدة… لإرسال مبادراتهم لتخفيف الفاتورة الاستهلاكية والاستيرادية، على أن يكون هناك أسبوعياً تقريراً عن المبادرات بالإضافة لجوائز مالية رمزية لأول ثلاث مبادرات أو أفكار”.

وسأل الصحناوي: “هناك دراسة دفعنا عليها مبالغ كبيرة، ماكينزي، ترشّد اللبنانيين وتسلط الضوء على نقاط قوتهم ومكامن الاستفادة الاقتصادية واستثمار الكفاءات، لماذا لا يقوم احد بشرحها ويوصلّها للناس للاستفادة منها”. وفي موضوع الودائع قال الصحناوي: “الهلع أكبر بكثير من الحقيقة والازمة الاساسية اليوم هي في فقدان الثقة، والدولة اللبنانية ليس لديها مشكلة في الملاءة، وموجوداتها أكثر بكثير من ديونها، وهنا نعود للورشة الأهم وهي تفعيل وتعزيز الإنتاج الوطني”.

البروفيسور جاسم عجاقة

وبدوره الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة رأى أن وجود حكومة افضل من عدمه، لكن لا يمكن التنكر بأن الحكومة بحاجة لرضى ثلاث جهات: الشارع، القوى السياسية التي تمنحها الثقة، والمجتمع الخارجي شئنا أم أبينا، ولم تتمكن الحكومة حتى اليوم من خرق رضى الشارع ورضى المجتمع الدولي”.

ولفت عجاقة إلى أن “محيطنا ملتهب جراء الصراع الأميركي – الإيراني من جهة والصراع السوري من جهة أخرى، والضغط على لبنان كان كبيراً جداً، وبيئتنا تتأثر، لذلك يجب على هذه البيئة ان تعزل نفسها عن التداعيات المحيطة بها وإلا ستتأثر سلبياً بشكل أكبر”.

وشجع على تعزيز الانتاج الوطني للنهوض باقتصادنا، وأيّد تشجيع المنتجات الللبنانية “لأن هذه الخطوة كفيلة بتخفيف ميزان العجز والميزان التجاري وتحافظ على الشركات المحلية وعلى إستدامتها” ودعا لإحياء الريف بالزراعة وحتى بالصناعة لتفادي الضغط على الدولار الذي يهدد أمننا الاقتصادي”.

وشدّد على أهمية العمالة الوطنية لأن “العمالة الأجنبية تعني خروج الأموال من لبنان، أما العامل اللبناني سيصرف ما يتقاضاه في الاقتصاد اللبناني”.

وفي أزمة الودائع قال عجاقة: “نحن في أزمة سياسية وهناك حظر غير معلن يؤثر على الدولار، الذي ما زال موجوداً، لكن الازمة ظهرت نتيجة حجم الدولار الكاش الذي هو قليل ويقدر بـ 10 في المئة من حجم الودائع، وهذا لا يعني ان الودائع طارت او انها قد تطير، ولهذه الدولارات مهمات ثلاث: الاستيراد، دفع الاستحقاقات والمحافظة على الليرة”.

ورأى أن الكابيتال كونترول ممكن وله سلبية وحيدة هي التخلي عن ميزة حرية تنقل رؤوس الاموال في لبنان، ولفت إلى أنه: “إذا استمرينا من دون تفعيل مكافحة الفساد بأجهزة الدولة، نكون أمام سيناريو أخطر من التهديد الإسرائيلي على الثورة النفطية في لبنان”.

وختمت داغر حلقتها بالقول: “بالانتاج قوة.. وبالتكاتف الوطني نستطيع النهوض باقتصادنا وبلدنا” ودعت اللبنانيين لإرسال مبادراتهم “لتعزيز إنتاجنا الوطني وبناء غد أفضل للبنان”.

Print Friendly, PDF & Email
Source Tayyar.org