Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

المصالحة عوّضت خسائر الدولة المالية.. من يعوّض على أهل الضحيّتين؟

موقع الكلمة أونلاين | ياسمين بوذياب

المصالحة التي انتُظرت طويلا، كانت في الواقع “المصير المحتّم” والمعلوم منذ وقوع حادثة قبرشمون، رغم كل الخطابات المحرّضة والتغريدات “عالية السقف” التي صدرت عن طرفي النزاع.

متجاهلين الألم والخيبة الذي قد تحلّ بأهالي ضحايا قبرشمون، اجتمع “اعداء الأمس” في لقاء “مصارحة فمصالحة” كما سُمي، ضمّ كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبية بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، فطُويت صفحة الخلاف وعادت المياه الى مجاريها.

لا شك أن تلك الخطوة كانت ضرورية وأساسية، خصوصا بعد الخسائر المالية التي تكبّدتها خزينة الدولة اللبنانية منذ حوالي الـ40 يوما، أي يوم وقوع الحادثة الأليمة وحتى لحظة المصالحة أمس.

الخبير الاقتصادي والمالي، البروفسور جاسم عجاقة، شدد في حديث لموقع “الكلمة اونلاين” على أهمية هذه المصالحة لانعكاساتها الايجابية على الواقع الاقتصادي والمالي في لبنان، لافتا الى أن اللقاء الخماسي الذي انعقد أمس والمصالحة بين جنبلاط وأرسلان أوقفت الخسارة المالية التي تكبّدتها الخزينة العامة منذ وقوع حادثة قبرشمون، والتي قُدرت بحوالي 800 مليون دولار أميركي، عدا عن الخسائر الاقتصادية التي أُلحقت بالإقتصاد اللبناني.

في المقابل، اشار عجاقة في حديثه الى أهمية الاجتماع المالي والاقتصادي الذي سبق لقاء المصالحة، والذي أدى بالتالي الى ارتفاع أسعار سندات الخزينة بنسبة

إذا، “مصيبة قبرشمون” انتهت بتبريكات وتهنئات ومصالحة بين خصوم الامس، ما أدى بالتالي الى تعويض الخسائر المادية لخزينة الدولة، أما خسارة ذوي الراحلَين رامي سلمان وسامر ابي فراج فلا يمكن أن تُعوّض، و”الجمرة” التي حرقت قلب أهلهم لا يمكن لخطابات الزعماء الرنانة أن تطفيها، فللأسف في لبنان “الجمرة ما بتحرق غير محلها”، وهذا ما أثبته السياسيون، فأهالي الضحايا هم “الخاسر الوحيد”، أما الزعماء فهم بالنهاية رهائن اتفاقات وقرارات خارجية تُنتج تسويات سياسية، لتعود بعدها الامور الى طبيعتها وكأن شيئا لم يكن.

Print Friendly, PDF & Email
Source الكلمة أونلاين